سمير عبد العظيم
بلا حدود - 24 مليون جنيه للمدرب الأجنبي.. كيف؟!
حسناً فعل حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة عندما أعلن من الآن حسم قضية مدرب المنتخب القومي استعداداً لبطولة إفريقيا 2017 بالجزائر واتجه إلي المدرب المصري.. وحسن شحاتة تحديداً.. رغم الخلاف الدائر بين أعضاء مجلس الإدارة علي هذا الاتجاه المخالف لقرار سابق من ذات المجلس بأن يكون المدرب الأجنبي هو الأفضل للفريق.
حتي لا يظن أحد انني مع أي اتجاه ضد الآخر تعالوا نحسبها بالعقل والمنطق وأترك لكم الحكم النهائي.. بداية وقبل قبول قرار عودة المدرب الوطني فإن ذلك يتطلب قراراً من مجلس الإدارة بتغيير قراره السابق المتجه للأجنبي ليكون مدرباً مصرياً.
ثانياً: تعالوا نحسبها بالعقل بعد ان ارتفعت أجور المدربين الأجانب الذين توصل الاتحاد للاتفاق معهم سواء الفرنسي آلا جريس أو الألماني فينكه أو الفرنسي هيرفي رينارد لتصل إلي 100 ألف يورو يعني بحسبة بسيطة يصل الراتب إلي 800 ألف جنيه شهرياً إلي جانب المساعدين ليكون الإجمالي للجهاز مليون جنيه شهرياً ولو قدر استمرار الجهاز بهذا الشكل حتي نهاية بطولة الأمم الإفريقية 2017 أي لمدة سنتين من الآن تصل تكاليف الجهاز إلي 24 مليون جنيه إذا وصل للنهائي ويا عالم يفوز أو لا يفوز وبالمقارنة بالمدرب المصري وعلي حساب ان حسن شحاتة سوف يتقاضي 100 ألف جنيه شهرياً تصل تكلفته إلي 2 مليون و400 ألف جنيه أي بفارق 21پمليوناً و600 ألف جنيه هذه ناحية يجب ألا نغفلها ونحن نعيش هذه الأيام في دور النقاهة من أمراض كثيرة تعرضت لها مصر ومازالت تحاول الاستفاقة وتعود إلي مكانتها واقتصادها وحتي لا يفتح علينا المبلغ الكبير أبواب جهنم من النقد والشكوي من ارتفاع المبلغ أمام ما يعانيه الشعب المصري والذي تطالبه الدولة بالصبر.
ثم نأتي للنقطة الأهم والفارقة في اختيار حسن شحاتة بالذات ليعود لقيادة المنتخب مثلما يحدث في كل الدنيا لأن عودته ليست سبة أو نقيصة أو عودة للفشل فيكفيه فخراً ما شهد به العالم بفوزه ببطولة القارة ثلاث مرات عندما بدأ عمله عقب الخروج من الدور الأول في بطولة 2004 واقتراب ضياع فرصة التأهل لبطولة 2006 التي نظمتها مصر وحقق إنجازه الأول في القاهرة لتأتي البطولة الأصعب في غانا 2008 وسحق فيها الكاميرون وكوت ديفوار وحقق اللقب الثاني و2010 كرر حسن شحاتة إنجازه بالفوز بالكأس علي حساب غانا إحدي أقوي دول القارة.
ولا يمكن ان ينسي أحد فوز فريق حسن شحاتة علي إيطاليا بطل كأس العالم 2006 في بطولة كأس العالم للقارات التي أقيمت عام 2009 بجنوب إفريقيا بهدف حمص وقبله لقاء البرازيل الذي قدم فيه المنتخب أقوي عروضه رغم الهزيمة بفارق هدف 3/4 وكان المنتخب المصري هو الفريق الأفضل ولم يكن أمام حسن شحاتة غير اجتياز تصفيات كأس العالم التي مازالت تعصلج أمام الفرق المصرية منذ عام 1990 بعد فشل العبور من رواندا وزامبيا والجزائر ثم كانت الفاجعة الأخري خروج الفريق من تصفيات كأس إفريقيا 2012 بسبب توقف الدوري والتي تسببت في تردي النتائج.
من هنا وبكل هذه الحسابات فإن عودة حسن شحاتة وإعادة بناء منتخب مصري قوي يستطيع المنافسة علي بطولة إفريقيا 2017 واجتياز تصفيات كأس العالم لـ 2018 يصبح أمراً معقولاً خاصة إذا عادت الحياة الكروية في مصر كما كانت عليها في السنوات السابقة سواء بجماهير أو بدونها لفترة مؤقتة.. توكلوا علي الله.