اليوم يمر 140 عاما على تأسيس صحيفة الأهرام ونأمل أن تشهد مسيرتها العام المقبل الأفضل والأكثر تميزا بيد أبنائها الواعين والمخلصين،فلم يعد العمل الصحفى المتميز أمرا ميسورا لكثرة التحديات وسرعة الإيقاع والتنافس والتزاحم لجذب القارئ ..وبالتأكيد التجديد والتحديث لا يعنى طمس الهوية .أيام قليلة تفصلنا عن العام الجديد نأمل أن تطوى معه كثيرا من أشكال المعاناة من حروب وكوارث وفى مقدمتها ما تشهده منطقتنا التى احتلت جزءا من كلمة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بمناسبة عيد الميلاد المجيد، دعا فيها لإنهاء الحرب الأهلية فى سوريا وليبيا ودعا المجتمع الدولى لتوحيد جهوده لإنهاء الصراع أيضا فى العراق واليمن وجنوبى الصحراء بإفريقيا وإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى المنطقة التى شهدت مولد السيد المسيح عليه السلام .تزامن مع دعوة البابا بعض التصريحات والتطورات التى قد ثؤثر إيجابيا فى الأحداث. من بين تلك المؤشرات ما أعلنه وزير الخارجية السورى وليد المعلم عقب محادثات أجراها مع نظيره الصينى عن استعداد حكومته المشاركة فى مفاوضات السلام نهاية الشهر المقبل بجنيف تحت رعاية الأمم المتحدة بعد محادثات استضافتها بكين بين ممثلى الحكومة والمعارضة السورية لبحث إنهاء الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية. تزامن مع ذلك إقرار مجلس الأمن خطة العمل حول سوريا لتكون الأساس لانطلاق عملية السلام وفق جدول زمنى يمتد 18 شهرا. مصر تتسلم مقعدها بمجلس الأمن بعد أيام كعضو غير دائم لمدة عامين فى مرحلة تحولات مهمة وخطيرة من تاريخ المنطقة والعالم ،نأمل أن نكون أعددنا خطط عملنا وتنسيق تحركنا مع كل الأطراف بما تتطلبه الأوضاع الراهنة. صوت مصر ممثلا للدول العربية والإفريقية والإسلامية يحملها مسئولية، وأيضا يتيح لها فرصة التحرك النشط لمصلحة قضاياهم كما أنها تتولى رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب وبات الغرب أكثر انفتاحا على رؤى الأطراف المعنية بالمشكلة والأخذ بها . ذلك بعض مما نأمله مع طلة 2016.