الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات قصر البارون مرة أخرى
قرأت هذا الإعلان علي الصفحة الثالثة من جريدة "الأهرام" منذ أربعة أيام.. الإعلان عن "مسابقة لإعادة تأهيل واستخدام قصر البارون بمصر الجديدة".
الإعلان يطالب كل مكاتب المهندسين المعماريين والمكاتب الاستشارية الكبري بل وطلبة أقسام العمارة والأثريين.. يطالب بالتقدم بأفكارهم لإعادة تأهيل وكيفية استخدام القصر وتصميم المشروعات في موعد أقصاه 21 يناير وهناك جائزة قدرها 15 ألف جنيه لأفضل ثلاثة مشروعات تدفعها وزارة الآثار..
***
نشر هذا الإعلان بعد مقال لي منذ أسبوع تقريباً.. فقد تعجبت من خبر عن قرض جديد لمصر من البنك الدولي.. بكم؟!!.. بمليار دولار!!.. مليار واحد من اتفاقية تشمل ثلاثة مليارات علي ثلاث دفعات!!.. وحضر رئيس الوزراء "الاحتفال"!! بتوقيع العقد!! ياسلام!!
قلت في المقال.. ما معناه إنه ياجماعة حرام عليكم أن تقترض مصر ملياراً وعندنا كنوز تقدر بمبالغ من صعب حصرها!! وضربت مثالاً بقصر البارون الذي اشترته مصر منذ بعض سنوات بمبلغ خرافي ـ لا أعلم بالضبط ـ ولكن قيل يومها إن ثمن هذا القصر أكبر من ميزانية الدولة!! وكادت لا تتم الصفقة لولا أن حفيد البارون كانت تعليماته للمحامي الكبير "المصري الأجنبي" أن الأسرة مصممة بأن لا يشتري القصر إلا مصر!!! فتم شراء القصر بطريقة فريدة من نوعها.. ثم دفع جزء يسير نقداً وتم تحويله إلي الخارج والباقي أراض في المنطقة الجديدة وبعد أخذ رأي أصدقاء أسرة البارون من رجال المال والاقتصاد تمت الصفقة.. وكانت صفقة رائعة لمصر وآثارها.
ثم تكلفت مصر الكثير في محاولة إعادة القصر المهجور منذ ما يقرب من نصف قرن إلي سابق عهده.. حتي أن مخرجي أفلام الرعب الذين كانوا يستخدمونه في بعض اللقطات كانوا يعانون كثيراً مع الممثلين والممثلات والمصورين الذين يخافون من دخول هذا القصر المهجور!!
إلي هذا الحد كانت حالة القصر حين استلامه وكان لابد من خبراء مصريين وأجانب علي أعلي مستوي عالمي لترميم التماثيل والتابلوهات حتي الحوائط والجدران والسقف.. تكلفنا كثيراً.. حتي الحديقة الشاسعة والسور الطويل جداً.. تكلف الكثير!!
بعد هذا كله لم تستطع الدولة أن تستفيد منه سياحياً.. وفشلت فكرة الصوت والضوء مثل قصر فرساي في باريس.. الوحيد الذي دخل القصر كان المرحوم عمار الشريعي وبرنامجه الموسيقي وكان يبث برنامجه من الحديقة أمام سلم القصر!!
***
فكرت خلال افتتاح القناة الجديدة إقامة حفل استقبال ضخم ليلة الاحتفال أو ليلة الافتتاح.. وكان الرد علي ما نشرته أن "الوقت فات ومن الصعب تنفيذ الفكرة التي تحتاج لوقت أطول لتجهيز القصر".. وقلت يومها إنه يبدو أن القصر مادام غير مؤهل لاستقبال حفل استقبال ضخم خلال يوم إذن هو مهمل ولا توجد رعاية يومية له!!!
وعاودت الكتابة من ضرورة إما وسيلة للاستفادة من القصر الذي دفعنا فيه "دم قلبنا".. أو بيعه بمبلغ كفيل بتحقيق كل مشروعات مصر الكبري في وقت قياسي ورفع سعر الجنيه المصري إلي أعلي سعر..
قيل لي: من يملك ثمن هذا القصر نقداً في العالم كله.. أوناسيس وأغاخان ماتا البقية في حياتك!!!
قلت يومها: مطلوب إعلان عن مزاد عالمي في كل صحف ومجلات العالم الاقتصادية وغير الاقتصادية.. وقطعاً سنجد المشتري..
ما رأي "مكتب مصر للاستشارات" المكلف بهذه المهمة!!! نحن في الانتظار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف