نشوى الحوفى
بعضُ من منطق.. يرحمكم الله
• لا أعرف بأى منطق أو عقل تصور من أهانوا بعضهم على شاشات القنوات بأبشع الصفات والكلمات، وأساءوا لبعضهم البعض فى أعراضهم وسمعتهم وشرفهم، وطعنوا بعضهم فى أخلاقهم وطهارة يدهم ونزاهة مسلكهم، وهددوا بعضهم البعض بفضح أسرار قديمة يعلمونها عن بعضهم البعض وليس من مصلحتهم معرفة الناس بها، وأقاموا القضايا والدعاوى ضد بعضهم البعض، كيف تصوروا بعد كل هذا أن خبراً عن مصالحة لبعضهم البعض فى بيت أحد من بعضهم، مصحوباً بصورة تجمعهم ببعضهم، قد يعيد لنا ثقتنا فيما قدموا وقالوا وفعلوا لمجرد ذكرهم أن عودتهم لبعضهم البعض وتجمعهم مجدداً هدفه خدمة مصالح الوطن!؟ أى وطن هذا الذى انتهكتم ستره وجرحتم حياء بيوته بفضائح ليلية تنافستم فى طرحها علينا باسم السبق والانفراد دون مراعاة لحرمة بشر أو حمرة خجل؟ اتركوا الوطن فى حاله يا سادة وركزوا فى مصالحكم وتجمعاتكم وثرواتكم. لا تذكروا اسمه فى مجالس تعلمون أنه بعيد كل البعد عنها. اتركوه فى إرهاب نسعى لحمايته منه، واقتصاد مطالبون بالنهوض به ومجتمع علينا استعادته منكم.
• جمعاااااء.. هكذا علقت على خبر استقالات رؤساء الأحزاب التى ادعت الليبرالية والتقدم الفكرى والسياسى، ومعارضتها نظام الدولة فى بلادى. فحين سمعت خبر استقالة الدكتورة هالة شكر الله من رئاسة حزب الدستور بعد خلافات شديدة ومعارضة داخلية تشكّل عنها جبهات ضدها، وإعلان الدكتور عمرو حمزاوى استقالته من حزبه الذى شكّله وحمل اسم «مصر الحرية» بعد خلافات مع أعضائه وإعلانه عجزه عن تحقيق أهداف الحزب، ثم كان خبر استقالة دكتور محمد أبوالغار من حزب المصرى الديمقراطى لفشله هو الآخر فى تحقيق شىء على أرض الحياة السياسية واختلافه مع الآخرين فى الحزب، ثم كان خبر استقالة الدكتور أسامة الغزالى حرب من رئاسة حزب المصريين الأحرار.. تساءلت: إذا كان من ادعوا الليبرالية والعمل الحر والتواصل مع الناس قد فشلوا فى إثبات قدراتهم داخل أحزاب لا يتعدى عدد أعضائها الآلاف، فكيف يطلبون منى ومن غيرى الثقة فيهم وفى قدرتهم على إدارة شئون بلادى وشعبها الذى تجاوز عدده 90 مليوناً؟ وإذا لم يستطيعوا إيصال فكرتهم لمن هم على مثل أفكارهم، وهم آلاف، فكيف كانوا سيتواصلون مع شعب تتعدد مفاهيمه وأفكاره ومستويات تعليمه؟ لا أهاجم الأشخاص ولكننى أهاجم الأفكار التى دعت لاستمرار الثورة وشككت فى كل شىء ولم تطرح بديلاً لأى شىء. لو كان الأمر بيدى لحاكمتكم لأنكم أسأتم لمفهوم المعارضة الواعية الناضجة التى تحتاجها بلادى وأهلها. وأتوسل إليكم، بعضاً من صدق مع النفس لتعلموا أنكم من أخطأ، فلا تبرروا فشلكم بمناخ سياسى معيق وكبت على الحريات كما ترددون، فالرسل يا سادة لم تُبعث فى مجتمعات آمنت بها.
• وحينما سمعت وقرأت تعليقات الدكتور علاء الأسوانى ووصفه لوزير الثقافة الأستاذ حلمى النمنم بالتبعية والنفاق لمجرد تصريحه بأن التاريخ سيذكر لسوزان مبارك اهتمامها بالثقافة عبر مشروعات كالقراءة للجميع ومكتبة الأسرة. تعجبت من موقف الأسوانى الذى يريد أن يكتب التاريخ وفق من يحب ويكره لا وفق الحقائق. ثم تعجبت مرة أخرى لأسلوب نقده الذى غاب عنه المنطق والحجة وغلب عليه السب والتحقير. وتساءلت: كيف لمن يطالبون بحرية الرأى إرهاب المختلفين معهم بالهجوم والسب بينما الأجدر بهم الدفاع عن قيم يدّعون الإيمان بها بسلوكهم لا بمجرد الكلمات؟ لماذا يطلبون احترام الناس لهم وهم من يمارسون الإسفاف سلوكاً عند الاختلاف؟ ولمت نفسى لأننى ظننت يوماً أن فى بلادى مثقفين يدركون معنى الثقافة قولاً وفعلاً.
• استدعيت عقلى وأنا أقرأ تقرير لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس الأمريكى وهى تناقش مطلع الشهر الحالى تحديات الأمن المصرى بعد عامين من رحيل مرسى، وكيف وصفوا ما يحدث فى سيناء بأنه تمرد من البدو وليس إرهاباً من تيارات تكفيرية، وكيف ينصحون إدارة أوباما بالضغط على مصر وإقناعها بقبول صفقات سلاح أمريكية عالية الهيبة والاستفادة من خبرة أمريكا فى مكافحة حركات التمرد الإسلامية -على حد وصفهم- والسماح لعسكريين وصحفيين بدخول سيناء لكتابة تقريرهم عن اتهامات انتهاك حقوق الإنسان؟؟!!
قرأت وعلمت كيف يفكرون وأدركت أنهم لن يكفوا عن عبثهم معنا.