سحر ضياء الدين
أمل فى بكرة سيادة الرئيس.. علم المسئولين صفاتك
اخترناك يارئيسنا ووقعنا معك عقداً أبرز بنوده المصارحة والمكاشفة. نعرف منك تفاصيل مشاكل مصر ونحاول حلها سويا كل فرد بما يملك من قدرات. صحيح انك تحاول ان تصارح وتكشف تفاصيل ولكن ـ وآه من لكن ـ المسئولين فى الحكومة والوزراء والمحافظين وكبار المسئولين لا يدرون شيئا عن هذا العقد.
أليس من حقنا ان نعرف مثلا المحافظين الذين أقيلوا لماذا اقيلوا هل فشلوا وما هى تفاصيل ذلك لماذا لا تعرض تقارير المحافظين والوزراء على الشعب كبرامج مصارحة؟
فالرئيس صارحنا بحلمه فى إنشاء قناة سويس ثانية وشرح فوائدها واعطى مثلا وقدوة للمسئولين ووقف الشعب كله بجوار المشروع وامتلأت البنوك بالمصريين يتزاحمون ليدفعوا ويشتروا شهادات قناة السويس. وتعدى المبلغ أضعاف أضعاف المطلوب.
هل صارح كل وزير وكل محافظ وكل مسئول الشعب بخططه فى عمله والمستهدف من هذه الخطط وفى مراحل لاحقة ما هى المصاعب التى تواجهه؟ لا أظن ذلك. فالمسئول يضع حواجز وحرساً بينه وبين الناس لأنه يرى انه افضل منهم.
هل صارح احد من المسئولين الشعب بما يسمى (بالصناديق ذات الطابع الخاص) التى تسمى الصناديق الخاصة التى توارد اسمها كلمحات وتحقيقات فقط لكنها لم تخرج للعامة وأراهن ان قليلين فقط يعرفون ما هى الصناديق الخاصة. هل يستطيع مسئول ان يشرح بالتفصيل ما هى الصناديق الخاصة ولماذا هى ميزانية بمفردها خارج ميزانية الدولة التى تصح وتستقيم بها ولن نحتاج وقتها الاستدانة من الخارج .
وقتيل أسوان الذى مات من تعذيب الضباط فى القسم وعقوبتهم، فى البداية كانت نقلهم لجهات اخرى. ثم تحت ضغوط مظاهرات الغضب فى أسوان اضطر وزير الداخلية لتحويلهم للنيابة التى أمرت بحبسهم .لماذا لم يحدث هذا منذ البداية وان يخرج الوزير للشعب ويشرح لهم ملابسات الحادث واصدار قرار فورى بتحويلهم للنيابة.
فمثلا وزير الزراعة المتهم أمام محكمة الجنايات عندما تسلم الوزارة انغلق على نفسه وأبعد الإعلام عنه وكل أعماله كانت سرية والأيام كشفت ان سبب انغلاقه وسرية أعماله لم تكن مصادفة وإنما ليتفرغ للرشاوى وللسرقات دون رقيب. ولو كان يعلم من أول يوم لتوليه الوزارة المكاشفة والمصارحة مع الشعب لما كان فى موقفه الحالى.
ألاحظ فى معظم الوزارات محاولة لإبعاد الصحفيين والإعلام عن ملفاتهم باعتبارها شأن خاص وداخلىاً ولا يعنيهم. حتى بعد اتمام بعض الخطط غالبا لا نجد تصريحات واضحة ،والعكس هو الصحيح تماما فالشعب والصحافة والإعلام شريك للمسئول بل هو موظف يفعل كل ما يفعله من أجل هذا الشعب فكيف لا يعرف كل شئ يخصه ويخص مستقبله ومستقبل هذا البلد .
فالمصارحة هى المفتاح السحرى الذى يقرب المسئولين والحكومة من الشعب مثلما نحن وغالبية الشعب المصرى تعتبر الرئيس السيسى فرداً من عائلتنا اباً أو أخاً أو ابناً.
وألاحظ الآن مثلا ان محافظ الإسكندرية الجديد الذى حلف اليمين أمس يصرح بإزالة كل اشغالات الكورنيش وعودة عروس البحر المتوسط.. هل هذه التصريحات لأنه محافظ جديد أم انه تلقى تعليمات وأوامر بان يكون صادقاً وصريحاً مع الشعب وإذا كان هذا صحيحا فعقبال بقية المسئولين حتى تصح العلاقة بين المسئولين والشعب لا أن يكون المسئول بصمته عبئاً على الشعب.