الوفد
علاء عريبى
رؤى مقالة فى قمصان النوم
فجر البنك المركزي قنبلة على قدر كبير من الطرافة، تمثلت القنبلة فى ما تنفقه السيدات على قمصان النوم والبيجامات والبلوزات.البنك أصدر بيانا أكد فيها استيراد ملابس حريمى خلال عام 2015 بحوالى نصف مليار جنيه، على وجه التحديد بمبلغ 456 مليون دولار، فصلها البنك كالتالى: استيراد بلوزات وقمصان نوم بمبلغ 159 مليون دولار، واستيراد بِدل للسيدات بمبلغ 103 ملايين دولار، وبـ194 مليون دولار قمصان نوم و«بيجامات» حريمي، منها 101 مليون دولار قمصان نوم حريمي، و94 مليون دولار بيجامات قطن.
بعد نشر بيان البنك المركزى شن بعض الإعلاميين والكتاب حملة على النساء والمستوردين والكل كليلة، وتساءلوا: كيف ننفق 101 مليون دولار على قمصان النوم؟، ولماذا لا ترتدى النساء قمصان نوم صناعة محلية؟، البعض الآخر اتهم النساء بالإسراف، وطالب بمنع استيراد الملابس الحريمى، خاصة وأن هذه المبالغ استفاد منها النساء القادرات مادياً وليس عموم النساء، البعض الثالث قال: المفترض تخصص الدولارات خلال المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد للسلع الرئيسية التى لا يوجد لها بديل محلى.
بالطبع جميع هذه الآراء محترمة وتهدف تحقيق الصالح العام، لكننى لا أتفق معها جميعا، لماذا؟، لسبب بسيط جدا، هو رداءة الصناعة المحلية، وبصراحة ومن الآخر أسوأ صناعة تراها فى حياتك هي التي تنتج فى مصر، وعلى وجه التحديد صناعة الملابس، ولكي نكون منصفين، نستبعد التعميم ونجنح نحو التخصيص، نقول: إن أغلب أو بعض ما ينتج فى مصر من ملابس، حريمي أو رجالي أو أطفال، سيئ جداً، وكمان جداً، ولك أن تقول جداً هذه إلى آخر الشارع.
ورداءة الصناعة ليس فى التشطيب فقط، الخيوط والسرفلة.. بل فى الموديلات، وفى اختيار الألوان، من الطلة الأولى تشعر أن الذي صمم الموديل سباك صحي، والذي اختار الألوان مبيض محارة، مع كامل الاحترام والتقدير لأصحاب هذه المهن، فأنا أقصد الصنايعى النص لبه، يدعى أنه أسطى، وعندما تراه يعمل تلعن اليوم الذي قررت فيه عمل محارة للبيت أو تغيير حمام بيتك.
امسك بيدك قميص صناعة محلية، الأزرار لا تتناسب مع العروة، الخيوط تملأ القميص أو البنطلون أو الفستان أو البيجاما، السرفلة رديئة جدا، تيكت علامة المصنع بحجم رغيف العيش تحك فى جلدك كالمنشار، هذا غير الألوان والموديل، وأجمل ما فى منتجاتنا المحلية، انك مطالب بشراء المقاسات الأكبر من حجمك، ليه يا محترم؟، لأنك مع أول غسلة له يكش النص، وتكتشف أن القميص بقى مزعرر عليك، وأطرف ما تكتشفه بعد الغسلة الأولى، أن ألوانه بهتت ولم تعد واضحة المعالم، وتحتار فى توصيفها: أصفر، رمادى، روز، رصاصى.
قبل الغسيل والكش والبهتان قارن القميص أو البنطلون أو الفستان أو قميص النوم بنظيره المستورد، تعرف الفرق جيدا فى كل شيء، حتى فى الأسعار.
والحال كما نلمسه ونعانى منه جميعا، نستورد ملابسنا أم نشترى ما يعكونه فى المصانع المصرية؟، بالطبع نستورد، ونشجع على الاستيراد، ونقاطع الصناعة المحلية الرديئة، ونترك النساء تشترى بنصف مليار دولار أو بمليار دولار، فى الآخر الرجل المستفيد، يرى زوجته بقميص نوم ملعلط.
صناعة الملابس فى مصر تحتاج بالفعل من الحكومة وقفة جادة، فليس من المقبول ولا من المنطقي أن نستورد حتى ملابسنا من الخارج، الحكومة مطالبة بوضع خطة لتطوير هذه الصناعة بما يتوافق وحجم وتاريخ مصر، وإلى أن تنتبه الحكومة إلى هذه المشكلة، للسيدات شراء قمصان النوم والبيجامات وغيرها من الملابس،(حسب قسم السلفيين فى البرلمان)، بما لا يخالف شرع الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف