الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية وياليالي الحلمية..عودي!
فعلاً.. نحن شعب يعشق المسلسلات.. منذ كانت سباعية ثم 13 حلقة إلي أن صارت 30 حلقة.. بل وتعددت الاجزاء، أقول ذلك ونحن نتابع ما يجري علي الساحة الفنية حول انتاج جزء سادس من مسلسل كل المصريين.. ليالي الحلمية.. وكأن شعب مصر لم يقنع بخمسة أجزاء فها هو يطلب المزيد.. ولكن لماذا؟!
هل سبب ذلك سوء المسلسلات الجديدة المملوءة بالمطاوي وقرن الغزال والسنج والمخدرات.. أم لأن مسلسلات زمان كانت تحكي لنا حكايات الزمن الجميل.. حتي ولو كان زمن المليجي وفريد شوقي!!.. ولكن لماذا بالذات يعشق المصري مسلسل ليالي الحلمية.. هل يحن المصري إلي عصر من الجمال نفتقده الآن، عصر فيه من الاخلاق والمثل وكل ما هو جميل..
<< وتعالوا نسأل كل مصري: من هو العمدة؟ وتجيء الاجابة فورية: هو سليمان باشا غانم.. نقصد المبدع صلاح السعدني.. وإذا قلنا ومن هو الباشا تجئ الإجابة الفورية هو سليم باشا البدرى أى العبقري يحيي الفخراني.. رغم وجود باشاوات عديدين في الفن المصري من زكي رستم إلي سليمان نجيب، وياسلام علي دوره في فيلم غزل البنات وحكايته مع «كان وأخواتها».
وإذا بحثنا عن المعلم.. ابن البلد، الفتوة النزيه فلن نجد أفضل من المعلم زينهم السماحي نقصد سيد عبدالكريم، رغم أنه حاصل علي درجة الدكتوراه في علوم الزراعة.. ولكنه بلا جدال أفضل من رقص بالعصا.. ورغم أن السينما المصرية قدمت لنا الكثير من المعلمين..
<< أما سماسم العالمة بترقيص حواجبها.. وتنغيم صوتها لتلائم ما تتحدث عنه.. فهي أشهر «معلمة» وهي الفنانة متعددة المواهب سهير المرشدي، التي إذا لم تكن قد قدمت لنا إلا سماسم.. لكفي ذلك لتتربع علي عرش.. المعلمات.. حتي ولو كانت المعلمة تحية كاريوكي في فيلم شباب امرأة.. أو دورها الرائع مع فريد شوقي في سوق روض الفرج!!
وإذا سألنا عن الزوجة المتسلطة التي تريد السيطرة علي كل شيء وتنسي عمرها الطبيعي، ابنة البيوتات العريقة.. فلن نجد أفضل من نازك السلحدار، أو صفية العمري.. وهي المرأة التي تعشق الرجال وتبحث عن الزوج.. حتي بعد أن فاتها سن الزواج..
<< وإذا بحثنا عن الفتاة المصرية الطيبة، المطحونة، الساذجة الضعيفة سيئة الحظ فليس أمامنا إلا رقية ابنة الباشا الكبير وأخوها الباشا سليم.. نقصد عبلة كامل..
ومع هذا المسلسل غير التقليدي نجد تقلب وجوه الشباب.. كل يبحث عن طريق.. علي الشاب الثوري الذي آمن بأفكار ثورة يوليو فكان هو أول ضحاياها.
<< وكأن ليالي الحلمية التي صاغها إبداع أسامة أنور عكاشة وأصابع المخرج اسماعيل عبدالحافظ، كأنها تقدم لنا مصر كلها في عمل فني واحد ومتصل يحكي تاريخ شعب علي مدي نصف قرن وهو - في رأيي - أفضل نصف قرن في حياة مصر الحديثة.
بل كانت ليالي الحلمية هي الصورة التي يحن لها كل مصري بكل قطاعات الشعب من أبناء القصور إلي أبناء الحارة إلي الأحياء الشعبية بكل ملامحها..
<< لكل هذه الاسباب- ولجودة واتقان هذا العمل الفني - يرحب الناس بجزء سادس ليواصلوا معه تاريخاً عظيماً عاشوه.. أو سمعوه من الآباء والاجداد.. ولكن هل سيكون الجزء السادس في جودة وإتقان الاجزاء الخمسة الأولي من الملابس والديكورات إلي الاضاءة.. ولكن هل ينجح الجزء القادم في تقديم «القهوة» الشعبية في الحلمية.. وهل تتجول الكاميرات وسط حي الحلمية الآن وما صار إليه حاله من بشر وعقارات.. بل وسلوكيات..
<< أحن كثيراً للعمدة سليمان غانم وللباشا سليم البدري.. وإلي المعلم زينهم السماحي.. ولن أنسي المعلمة سماسم.. ولا حتي خليفتها لوسي وعلي أحر الشوق أنتظر، ومعي كل المصريين الجزء القادم من ليالي الحلمية.. بشرط أن يكون بنفس الاجادة.. ولكن هل ينجح المسلسل في تقديم زينهم السماحي.. ولو في ثوب جديد؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف