الأهرام
ماهر مقلد
لماذا يكتب وزير الثقافة؟
اعتز كثيرا بشخصية حلمى النمنم وزير الثقافة الذى تقلد المنصب بكفاءة، وأعتبره نموذجا للمثابرة والإجتهاد، ومنح الأمل للمتميزين فى شتى المجالات لكننى أتساءل لماذا يستمر وزير الثقافة حلمى النمنم فى كتابة مقال اسبوعى فى صحيفة المصرى اليوم وهو مقال يحمل الكثير من الآراء فى موضوعات سياسية قد تتفق أو تختلف مع سياسة الدولة ؟

فالوزير بحكم موقعه يلتزم تماما بسياسة الدولة ولا يتبنى مواقف تختلف عنها كما أنه لا يتدخل بالرأى فى قضايا دولية تتشابك مع المصالح العامة وقد تفسر على أنها توجه الدولة ورسالة بطريقة غير مباشرة .

طبيعى أن يكتب الوزير فى الصحف والمجلات، وحصوصا وزير الثقافة، الذى هو الراعى للحركة الأدبية والثقافية فى مصر وابن مهنة الكتابة التى يعمل بها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان لكن السؤال ماذا يكتب ؟

موقعه يفرض عليه أن يكتب فى الشأن الثقافى أو أن يطرح رؤيته للعمل الثقافى وتشجيع حركة الإبداع والمبدعين وهو المجال الذى يحتاجه أكثر من غيره، وينتظر المدد منه جموع القراء وبخاصة شباب المبدعين تأو أن يفند الأخطاء والمغالطات التى تبث عن هوية مصر أو تاريخها .

لا ينتظر الكتاب من وزير الثقافة أن يتحدث عن عملية اغتيال لقيادى فى سوريا أو العراق أو غيرها بل ينتظرون منه أن يكتب عن ابداعاتهم كيف ترى النور ؟ وعن ماذا تفعل وزراة الثقافة لتشجيع حركة النشر والفنون ؟

بكل تأكيد لم يكن الوزير حلمى النمنم هو الحالة الأولى بين الوزراء فى الكتابة الصحفية، سبقه فى ذلك وزراء .

وعلى سبيل المثال مقاله الأخير الذى كتبه وزير الثقافة بعد اغتيال سمير القنطار فى سوريا هو تحليل سياسي.

أعرف ان توقيعه على المقال لا يتم ذكر منصب الوزير فيه ولكن هل يمكن الفصل بين الكاتب والوزير ؟

قد تكون هناك وجهة نظر أخرى فى الموضوع لا ترى فى ملاحظاتى وجاهة بيد أن سعة صدر السيد الوزير والمكانة التى له فى قلبى جعلتنى اطرح الأمر عليه فى اطار تصارع الآراء خدمة للمصلحة التى نحرص عليها .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف