"نحن أمة نعيش في خطر" ومن أجل هذا كانت رؤية المبدع "جمال حمدان" في كتابه وصف مصر "تحت جلد كل مصري" بدلة كاكي اي بدلة جندي محارب ولان المصري منذ قديم الأزل يعيش في خطر فهو يتربي ويربي أبناءه ان الحرب والدفاع عن الوطن شيء متكرر وغير مستبعد وكما قال الرسول "صلي الله عليه وسلم" انهم في جدل الي يوم الدين.. وعلينا ان ننظر الي تاريخنا حتي لا نندهش من حاضرنا فقد غارت علي مصر اربعون من الأمم الغازية "فرس - روم - هكسوس - تتار" لم يبق لهم اليوم وجود مصر باقية والسبب في ذلك ان الجماعات الأخري لم تحلم أو تطمح في الخلود الدائم وانما الغنائم وقتها تفقط اما المصري دائماً يسعي للخلود منذ عهد الفراعنة ويقدم البقاء الجمعي علي البقاء الفردي وهذا ما حدث من أيام قليلة للجندي الشجاع الذي احتضن الحزام الناسف ويعلم أنه يموت ولكنه اختار هذا ليعيش زملاؤه ويعيش كل شعب مصر وبدمه غسل ارضنا من براثن الإرهاب والإنانية والدونية والبعد عن الحق عند بعضنا لتبقي مصر طاهرة وبدمه ايضا غسل أمراضنا الاجتماعية ويعلو في تلك اللحظات الضمير الجمعي المصري وهو مجموعة القيم النبيلة لبقاء الوطن التي غرستها فينا امهاتنا. ولو افترضنا ان المصريين عبارة عن دائرة فالضمير الجمعي يلتف علي تلك الدائرة لخدمة مصر كل في عمله من الصانع الي الزارع والمدرسين والاعلاميين ويبقي دائما قلب هذا الضمير هو الجيش المصري الذي يربي اولاده علي تقديم الموت علي الحياة من أجل الوطن وهذا ما عبر عنه الأبنودي في كلماته "منين ما تضرب تصيب" وتلك عقيدة الجيش دائماً ولانهم خير أجناد الأرض دائما يقدم القائد جنوده عليه وبذلك يتربي علي العزة وليس الخنوع وإذا كان هؤلاء الجنود حضنوا الموت لكي نعيش إذا هو جيل قادر علي تحمل المسئولية ولكن ما هي مسئولية الدولة تجاه ذلك؟ لابد من غرس روح الجندية في نفوس اولادنا خاصة في المدارس وذلك بزيارات لهذا الجيش لمعرفة حقيقة الجندية المصرية خاصة بعد التجريف الذي حدث لاجيالنا علي مر السنين واقامة الندوات الدائمة لطلاب الجامعات للوقوف علي حقائق الأمور وضرورة إذاعة الأغاني الوطنية التي حجبت عنا سنين طويلة لغرس العزة في نفوس اولادنا فلدينا ما يقرب من 1500 اغنية وطنية تيقظ روح الوطنية فأين هي الآن؟ وأهم من هذا هو غرس تلك القيم النبيلة في نفوس اطفالنا في مرحلة رياض الاطفال مثلما كان يحدث في الماضي لان "التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر".