عبد الحميد اباظة
بلا ضجيج اليوم عمل وغدا حساب !
بسم الله الرحمن الرحيم "ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلي أجل مسمي فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" صدق الله العظيم "صورة النحل الآية 61".
هذه الآية الكريمة تؤكد لنا أنه لولا رحمة الله بنا لهلكنا أجمعين فمنا من هو ظالم لنفسه ومنا من هو ظالم للآخرين اذاً كلنا ظالمون بدرجات متفاوتة لكن من رحمة الله أن يتركهم حتي أجلهم ثم يحاسبهم ويا ويلنا من حسابه يا ويلنا من الظلم في يوم تشخص فيه الأبصار.
شاهدت بعيني أشخاصا عندما تولوا مناصب قيادية بدأوا في اعلان الظلم علي آخرين يساعدهم ظالمون آخرون من حملة الدفوف وعشاق الكرسي والسلطة الزائلين.
إن من يحارب شخصا في لقمة عيشه فهو ظالم ومن يستعين بشخص فاسد فهو ظالم ومن يفتري علي شخص لأنه يملك سلطة وله زبانية جهنم فهو ظالم ومن يلفق اتهاما لشخص برئ ظالم من يحرم شخصا من حق من حقوقه ظالم ومن يهمل في عمله فهو ظالم ومن يتواكل في أدائه فهو ظالم. من يبحث عن نفسه وملذاته فهو ظالم ومن يدوس رقاب الناس بسلطانه فهو ظالم ومن يفتري علي الضعيف والمريض ظالم ومن يستخدم نفوذه وأمواله للبطش بالناس فهو ظالم ومن لا يتقي الله في عمله ظالم ومن يتكبر علي خلق الله فهو ظالم والمغرور ظالم. صاحب القلب الأسود ظالم. الباحث عن المكاسب فقط ظالم وخائن الأمانة ظالم. وأكرر أن الظالمين كثيرون علي الأرض لكن الله سبحانه وتعالي لو أباد هؤلاء ما ترك دابة فعلاً.. ألم يأت الوقت لنصرة دين الله الحقيقي ونعمل به ونتقي شر الظالم.
ايها السادة أنا شخصيا أتكويت بنار الظلم سنوات عديدة وشاهد ماذا فعل الله بالظالم وأعرف تماما احساس المظلوم كفاكم الله هذا الاحساس.
* لكن لو علم الظالم أن الله سوف يقف بجوار المظلوم ما ظلمه وكره عليه الظلم بعد أن رفعه الله فماذا فعل أخوة يوسف عليه السلام عندما شاهدوه علي خزائن الأرض خاصة عندما قالوا له أأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا.
ايها السادة إذا دعتكم قدرتكم علي ظلم الغلابة فتذكروا قدرة الله عليكم فاليوم عمل وغدا حساب واليوم نعيم وغدا عذاب كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ولابد ان نحاسب أنفسنا قبل ان يحاسبنا الله وتذكر ظلمة القبر وحاول أن تعود إلي صوابك قبل فوات الأوان.