المساء
محمد جبريل
ع البحري للقضاء علي مؤامرات التفتيت
نحن ننظر إلي مشكلاتنا مجزأة. كل قطر وما يعانيه. نناقش المشكلة باعتبارها تخص العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن أو أي قطر عربي آخر. تغيب النظرة الكلية التي تصل النتائج بمسبباتها الحقيقية.
قسمات التآمر يسهل التعرف إليها علي خريطة الاستعمار الغربي. المعاصر والحديث. بداية من الحملة الفرنسية. التي كانت تستهدف قيام دولة شرقية تمتد من مصر إلي القسطنطينية. اتسع حلم نابليون باتساع المساحة الجغرافية للوطن العربي. وهو ما أدركه محمد علي في تحركاته العسكرية إلي أبواب الأستانة.
وكانت الغزوات الاستعمارية لأقطار المشرق والمغرب العربيين. حوالي منتصف القرن التاسع عشر. بداية فرض خريطة سياسة تابعة لكل من إنجلترا وفرنسا. وعقب زوال الاحتلال العسكري في أعقاب الحرب العالمية الثانية. نشأت ظاهرة الاستعمار الجديد بزعامة الولايات المتحدة. وكان أخطر معالم هذه الظاهرة إنشاء دولة صهيونية في قلب الوطن العربي. تبنت دعاوي أسطورية. لتعمل علي قضم ما تستطيع ابتلاعه من الوطن العربي بمساندة غربية. وبدعم أمريكي لا يرفض تصنيف الكيان الصهيوني بأنه إحدي الولايات الأمريكية.
المؤامرات التي تستهدف التقسيم والتفتيت هي الأبعاد الحالية لسياسة الغرب. لا تدبر في البيت الأبيض ولا البنتاجون ولا وزارة الخارجية الأمريكية بقدر ما يتشارك في وضع مخططاتها كل من السي آي إيه في واشنطن والموساد في تل أبيب.
تفصيلات المشهد التآمري هي الصراع بين المسلمين والمسيحيين. وبين السنة والشيعة. والعرب والأكراد. والعرب والأمازيغ. وغيرها من التقسيمات التي تسعي لأن تنزع عن الوطن العربي وحدة التاريخ والواقع والمصير. وتحيله إلي دويلات تتنازع فيما بينها. ويرقص أبناء كل قطر علي نيران الخلافات التي يشعلها التآمر الغربي.
حتي تنتهي الفوضي المدمرة التي يسعي الغرب من خلالها إلي استلاب مقومات الوطن العربي. وتحويله إلي التبعية الخاضعة. فإن المسئولية علي القيادات الحاكمة. وعلي القدرات المثقفة. الفكرية والعلمية التي تتيقن من نظرة الغرب إلي المنطقة. كوحدة قومية ومكانية. والعمل ـ في الوقت نفسه ـ علي تفتيت هذه الوحدة إلي كيانات هزيلة. يسهل إخضاعها أو ابتلاعها. واستيلاء الكيان الصهيوني علي فلسطين ليس ـ علي حد المثل ـ إلا أكل الثور الأبيض. قبل أن تؤكل بقية الثيران.
المؤامرات معلنة. ولكي نتغلب عليها. فلابد من التيقن بالمصير المشترك. والعمل لصالح الأمة العربية. وإزالة الخلافات الداخلية. والعربية العربية. المفتعلة. ومواجهة التآمر بإرادة موحدة. وهو ما قد يصعب تحقيقه دون تفعيل أداء الجامعة العربية. والهيئات التابعة لها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف