الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
.. وأخيراً.. تذكروه!!
* الزميلة الكبري "الأهرام" منذ مدة وهي تحتفل بذكري مرور 140 عاماً علي صدوره.. وهذا حقه طبعاً.. ولكن لفت نظري عدم ذكر أحد أصحاب "بصمة" في تقديري. هي إحدي أكبر "البصمات" الواضحة في تاريخ "الأهرام" منذ يوم 27 ديسمبر ..1875 فإذا كان الأهرام عزير التوزيع. فقد كان المرحوم نجيب المستكاوي. أحد أسباب هذا التوزيع.. وإذا كان الأهرام غزير الإعلانات. فقد كان نجيب المستكاوي أحد أهم أسباب هذه الإعلانات.. بل كان الكثير من الإعلانات تتعمد النشر أيام مقالاته.. ووصفه المميز لأهم المباريات.. وإذا كان الأهرام يمتاز عن غيره من الصحف بإعلانات الوفيات والمبوبة. فقد كانت الجريدة أيضاً تمتاز بالأسلوب الساخر الضاحك. الذي تُكتَب به صفحة الرياضة بقيادة نجيب المستكاوي. الأديب مؤلف بعض الكتب التي كتب مقدمتها طه حسين. ونصحه بالتفرغ للأدب ولكن الرياضة كانت هواية ثم كانت الرياضة وكرة القدم بالذات هي أهم صفحات الجريدة في ذلك الوقت. ثم هو بطل الجري والرجبي. ولعب فترة في نادي الترسانة جناحاً أيمن.
أقرأ طبعاً "الأهرام" صباح كل يوم كما أقرأ باقي الصحف.. فلم أجد اسم المستكاوي طوال الأيام الأولي. حتي صدر ملحق الجمعة الذي تم تخصيصه لكل نجوم الأهرام. ولم أجد اسم المستكاوي. فتحرك انتمائي الرياضي القديم في قلبي وعقلي.. لدرجة أنني فكرت في أن أكتب عنه هنا. فبصرف النظر عن أن المستكاوي رحمه الله يستحق لكتاب. لا لصفحة.. في جريدة.. فقد تذكرت أنه صاحب فضل علي كاتب هذه السطور. يؤكد روحه الرياضية الحقة.. الرياضيون الحقيقيون. يتنافسون بقدر ما يستطيعون ثم يتقبلون النتيجة في النهاية. ويهنئ المهزوم الفريق المنتصر. ويقبل اللاعبون المنتصرون إخوانهم. متمنين لهم حظاً أوفي مستقبلاً.. ما الحكاية؟!!
* * *
الحكاية.. أننا أدخلنا فكرة اختيار نجم الموسم.. لأول مرة في مصر.. فإذا بي أتلقي تليفوناً من زميل وحبيب العمر المستكاوي يهنئني علي هذه الفكرة. التي كان صاحبها للحق والأمانة أحمد مكاوي.. ثم اشترك معنا في لجنة التنظيم.. كان رئيس عملية الفرز. ومعرفة اسم النجم ومن يليه في الترتيب حتي الخامس.. ولهم جميعاً جوائز.
وكان من أهم لقطات هذا اليوم الغريب هو امتلاء شارعي زكريا أحمد ونجيب الريحاني بالجماهير الغفيرة جداً.. لدرجة أن أعضاء المؤتمر كانوا لا يستطيعون اختراق هذه الجماهير لدخول الدار إلا عن طريق جنديين.. فقد كنا نستعين بقوة من البوليس للمحافظة علي أبواب الدار.. وكانت في دار التحرير القديمة بلكونة مشهورة لها قصة كان يطل منها المرحوم المستكاوي ليعلن النتيجة.. وعلي قدر ما كان الضجيج والهتافات والأصوات العالية طوال اجتماع المؤتمر الذي يدلي أعضاؤه بأصواتهم وآرائهم.. إلا عند ظهور المستكاوي في البلكونة يسود الصمت التام تماماً. وكأن علي رءوسهم الطير.. وكان المستكاوي يعود إلي صحيفة ليكتب عن المؤتمر واختيار النجم ويذكر اسم "الجمهورية".. أين هذه الروح الرياضية. التي أفسدها التليفزيون الآن؟!!!
وذات يوم.. نسيت إذا كان يوم عاشوراء أو وقفة العيد.. دعانا المستكاوي علي تناول الإفطار في فيلته بالمعادي.. فقد كنا صائمين.. وكان أحلي أكل.. وأحلي جلسة.. وأحلي جو.. وأحلي يوم من المحبة والذكريات.. وكأنه كان لقاء الوداع.
عزيزي المستكاوي.. لن ننساك إلي أن نلقاك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف