الأهرام
مرسى عطا الله
الدروس الخصوصية والمدرس المظلوم !
2 - لا شك فى أنه إذا بقيت الطريقة المتبعة فى تنفيذ المناهج التعليمية ترتكز إلى تحفيظ التلميذ قدرا معينا من المادة فى كل مقرر دراسى كى يؤدى به الامتحان آخر العام فإن ذلك يحول دون التفكير العلمى السليم ويشجع الآباء على استسهال شراء التفوق والنبوغ الوهمى لأبنائهم عن طريق الدروس الخصوصية ونماذج حل الامتحانات.

و لا شك فى أن الطريقة التى يتبعها المدرس فى تدريسه لها أكبر الأثر فى تنمية عادات التفكير العلمى السليم لديهم أو إعاقتها عن النمو.

ومن الطبيعى أنه إذا كان المدرس نفسه لا يمارس الأسلوب السليم للتفكير العلمى ويفتقر فى تكوينه إلى الاتجاهات العلمية نتيجة عدم إعداده علميا ومهنيا بدرجة تؤهله لمهنة التدريس فإنه من المستحيل أن ننتظر أن تتخرج على يدى مثل هذا المدرس أجيال جديدة تؤمن بالتفكير العلمي.

و ربما يكون المدرس معذورا فى ذلك لأسباب عديدة بينها السياسات المركزية لبناء المناهج التى تقصر عمل المدرس على التنفيذ - فحسب - لمناهج لم يشترك فى وضعها.. ومن ثم فإنه من الظلم أن يطلب أحد من هذا المدرس أن يخرج عن الحدود التى رسمها له واضعو المنهج لأنه لم تتح له فرصة البحث والتفكير والابتكار والتجريب!

و أيضا فإن المدرس الذى لا يتسامح فى أخطاء التلاميذ ويصر على معاقبتهم - بدنيا ونفسيا - عند وقوع أى خطأ، إنما يرتكب جريمة كبرى لأنه يهدم ثقتهم بأنفسهم ويقتل فى داخلهم روح الابتكار والإبداع والتجريب التى هى أساس بناء التفكير العلمي.

وغدا نواصل الحديث

خير الكلام:

<< عناوين الغد التى لا نعرفها قادمة لا محالة كأحكام القدر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف