محمد جبريل
ع البحري في إسرائيل: يحتفلون بإحراق طفل!
إذا كنت قد شاهدت ما حدث. فلابد أنه أغضبك: عشرات المستوطنين الإسرائيليين حملوا دمية تمثل الطفل الفلسطيني علي الدوابشة الذي استشهد محترقا علي أيدي عصابات المستوطنين. وأشعلوا فيها النيران. وسط أغنيات وتهليلات وتصفيق منظم. يعيدون التأكيد علي سعادتهم بالجريمة الشنيعة. وأنها لم تكن طارئة. بل هي جزء من المخطط الصهيوني الذي يدعو إليه الحاخامات. أذكر الفطيرة المغموسة في دم طفل غير يهودي يحتفل اليهود في أحد أعيادهم بأكلها. بمعني يسهل فهمه.
أعلن نتنياهو استنكاره لجريمة إحراق الأسرة الفلسطينية علي أيدي عصابات المستوطنين. وألقي القبض علي الفاعل. ثم أكد الزعم الإسرائيلي - بواسطة شهود إسرائيليين. أمام محكمة إسرائيلية - أن المتهم يعاني ارتباكات ذهنية.
هل يعاني هؤلاء المستوطنون الذين احتفلوا بإحراق طفل فلسطيني. ارتباكات ذهنية؟ وهل تنسحب الصفة علي قطاعات مماثلة في الشعب الإسرائيلي؟
العينة العشوائية تعبير يشمل أفرادا من مواطني بلد ما. يعبرون في مجموع آرائهم عن بقية المواطنين. وهو ما نستطيع أن نطلقه علي المجتمع الصهيوني. من واقع الاحتفال الصاخب بجريمة بشعة!
كالعادة. استنكر نتنياهو جريمة المستوطنين الجديدة. وإن لم يتجاوز الاستنكار المؤاخذة الكلامية. فقد ظل المستوطنون يرددون الصرخات. والشرطة تحمي وجودهم. والعدسات تلتقط صور المناسبة "السعيدة"!
لعلنا نستعيد قول بيجن - عقب مذبحة دير ياسين - إن ما حدث كان ضرورة لقيام دولة إسرائيلية. أي أن الأهداف الصهيونية لن تتحقق بغير جرائم القتل والتدمير والمحو. وهو ما تأكد في طلب الحكومة الإسرائيلية من الجانب الفلسطيني أن يعترف بيهودية الدولة العبرية. كشرط لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ورغم استيلاء إسرائيل علي 82% من مساحة فلسطين. فإنها تماطل في خطوات إقامة الدولتين. بل إنها تواجه مواقف حلفائها من دول الغرب باستهانة. وتسعي لإخلاء الضفة من أبنائها. سواء بالقتل أو الترويع أو القوانين المتعسفة أو التسفير. بما يتضمن تقليص النسبة الديموغرافية للشعب الفلسطيني إلي حد التلاشي.
الهدف أعلنه بيجن في بداية أيام الدولة الصهيونية. وتعاقب الحكومات يمضي في ذلك الاتجاه من خلال عسكرة المجتمع. وفرض الإرهاب علي الفلسطينيين. داخل الوطن المحتل وخارجه. سعيا لإخلاء فلسطين من أبنائها.