آخر ساعة
حسن علام
حكايات سفر عبده مباشر
رافقت الكاتب الكبير عبده مباشر في سفرات متعددة خارج الحدود، ومعظمها كانت في مهمات عمل كمؤتمرات إسلامية وثقافية في السعودية، وتركيا، والعراق، وجمهورية التشيك، وبريطانيا، وتونس، والجزائر، وليبيا، وفي السفر تنجلي شخصية من معك، وتتضح شخصيته بصورة أعمق، وأستطيع أن أقول عن أستادنا عبده مباشر إنه شخصية طيبة، شهمة، حكاءة من الطراز الأول ولديه رصيد هائل من الخبرات المعرفية المتراكمة، ويمتلك مقدرة عالية علي رصد الأحداث والأماكن بصورة دقيقة، وفي أحدث كتبه التي تسلمتها بيد الشكر: (حكايات سفر) يعترف فيها بأن أحلام السفر ولدت ونمت عنده مع القراءة التي استغرقته ووضعته علي قارب في بحر عميق بلا شطآن.. وعندما فتحت الظرف الخارجي للكتاب وقرأت عنوانه اعتقدت للوهلة الأولي أنه يندرج تحت تصنيف أدب الرحلات، لكن صفحاته تخطت هذه الأبعاد بكثير، فبجانب وصف المواقع والأماكن كرحالة محترف ينافس الأشهر «ابن بطوطة»، إلا أنه يسجل مواقف وأحداثا متعددة خارج مصر، ويحللها، بالإضافة إلي حوارات صحفية مع شخصيات عامة وعالمية، فعلي سبيل المثال لا الحصر يحكي تنبؤ مهندس ألماني بانهيار النظام الشيوعي عام 1966 الذي تحقق بالفعل في المستقبل البعيد، وتفاصيل الوحدة الألمانية، وتجارب عملية من الصين وروسيا وتايوان وبولندا وأندونيسيا وأمريكا وأفغانستان، فإنه أيضا انفرد بحوارات صحفية مع حكام ورؤساء أمثال الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وجمال عبدالناصر، والقذافي، كتاب يحتضن بين دفتيه رصيدا هائلا من التجارب والثقافات والشخوص التي قد يفتقر إليها الصحفي العادي، ويحكيها الصحفي الكبير باقتدار!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف