سألت أحد الشباب الهائج والمتخصص في التحريض خرجتم من قبل في ثورة يناير بسبب فساد نظام مبارك وما تردد حينها عن توريث حكم مصر لابنه.. ثم خرجتم علي الرئيس الفاشل محمد مرسي بسبب تسليم مصر لجماعته للتصرف في أمورها كما لو كانت تركة لحسن البنا.. فما الذي يدفعكم للتحريض علي الفوضي الآن؟
قال: الفساد يا باشا في كل مكان. ألم تقرأ تصريحات المستشار هشام جنينة بأن فاتورة الفساد في مصر قد بلغت خلال عام 2015 فقط 600 مليار جنيه!!
قلت له: لقد ثبت ان هذه التصريحات "فشنك" ولا أساس لها من الصحة وان جنينة نفسه تراجع عنها في تصريحات للأهرام.. ولجنة تقصي حقيقة فاتورة الفساد والتي شكلها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام سوف تثبت ان رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات وفقاً لتصريحات بعض المسئولين في الجهاز قد تورط في تصريحات من شأنها ان تعرضه للمساءلة أو المحاكمة لأنه بذلك يشوه الحقائق ويهدد الأمن العام بنشر بيانات كاذبة من شأنها ان تعرض أمن البلاد للخطر.
بعد حرق ورقة جنينة وشطحاته في المواجهة مع هذا الشاب الهائج أخذ يردد شائعات أبرزها القبض علي شباب الثورة والاختفاء القسري وغير ذلك من الشائعات الساذجة التي يرددها الهارب محمد البرادعي في تويتاته كل يوم ليحرض ويدفع بعض المحبطين والفاشلين في الحصول علي عمل الي الخروج في ذكري ثورة يناير لتدشين ثورة جديدة.
عدت لأسأل هذا الشاب الذي يتشدق بشعارات الثورة وهو أبعد الناس عنها: لماذا لم يقبض عليك الأمن ويضعك خلف القضبان كما حدث مع هؤلاء الثوريين الذين تتحدث عنهم فأنت تردد شائعات كل يوم في محيط عملك وعلي صفحات التواصل الاجتماعي وأنت في نظر الأمن محرض علي الفوضي وناشر للشائعات.
صمت الشاب الفوضوي صمت القبور.. ثم انفجر قائلاً: حرام عليكم.. عايزين تودوا البلد فين.. إحنا عايزين ثورة جديدة!!
هذا نموذج للشباب الذي لا يعجبه حال البلد ويطالب بثورة جديدة.. ليس لديه منطق ولا قدرة علي الحوار العقلاني ولا يملك إلا ترديد الشائعات والأكاذيب.
لم يقل أحد أن مصر قد حققت أهداف ثورتي يناير ويونيو في توفير حياة كريمة لكل المصريين.. ولم يخدع أحد بأن مشكلات البطالة والإسكان والفقر قد حلت.. ولم يزعم أحد ان مصر قد أصبحت دولة ديمقراطية بالمعني الكامل للديمقراطية.. لكننا نؤكد ان الدولة التي عاشت لسنوات في فوضي عامة قد وضعت أقدامها علي الطريق الصحيح.
لقد عانينا كثيراً من الفوضي والخلل الأمني ولم تزدنا شعارات الفوضويين إلا خراباً في كل أرجاء مصر ولا ينبغي أبداً ترك مصير هذا الوطن في يد حفنة من الفوضويين الذين يجدون ضالتهم في انتشار الحرائق والقتل والتخريب هنا وهناك.
لا نخشي وعيد وتهديد الفوضويين.. ولن يكون يوم ذكري ثورة يناير سوي نزهة لمن يرغب في التنزة من المصريين.. أما من يفضلون الجلوس في البيوت في هذا اليوم فسوف يجدون متعتهم في متابعة حفنة من فلول الإخوان وهم يهرولون أمام سيارتين أو ثلاثة للشرطة.
مصر لن تكن رهينة للفوضويين.