صلاح عطية
أبناؤنا في الخارج.. وجريمة إخوان الشياطين
سعدت جداً بمشهد أبناء مغتربينا المصريين في النمسا الذين وصلوا إلي مطار القاهرة لقضاء إجازة الأعياد في الوطن الأم.. بعض هؤلاء بلا شك ولد في الخارج.. وارتبط بالبلد الذي ولد فيه.. ولكن وطنه الأصلي يعيش في قلبه.. ومن قبله قلوب أسرته التي تعيش في المهجر. ولكن قلوبها تتعلق بالوطن الأم.
دول كثيرة يعيش معظم أبنائها خارج أوطانها.. بل إن بلداً شقيقاً مثل لبنان يعيش من أبنائه في المهجر ضعف عدد من يعيش منها داخل الوطن الأم.. ولا ينسي هؤلاء أبداً وطنهم.. بل يعودون دائماً في إجازاتهم يبنون ويعمرون في وطنهم.. وعلي امتداد لبنان الشقيق.. وعلي صغر مساحته نجد أن من يعمِّر ويبني معظمهم من أبناء لبنان في المهجر.. خاصة في دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا.. هؤلاء يعودون في إجازاتهم ليشتروا الأرض ويعمِّروها.. ويقيموا المساكن ويقيموا المشروعات.. وطوال العام يرسلون إلي أهليهم بتحويلاتهم من العملات الصعبة.. ولذلك نجد أن العملة اللبنانية صامدة منذ سنوات بعيدة منذ انتهاء الحرب الأهلية ودون تغيير ودون سوق سوداء..
وقل مثل هذا عن الشقيقة سوريا فك الله أسرها.. وعندما تخرج من محنتها سيسارع أبناؤها المهجَّرون ليكونوا أول من يعمِّر بإذن الله.. وستُعمَّر سوريا.. وتعود مرة أخري رغم المأساة التي تعيشها.. والتي تجعلنا نبكي ونتألم من أجلها.. وملايين المهجَّرين يخرجون سيراً علي الأقدام.. ليموت منهم من يموت.. غرقاً.. أو مرضاً.. والوطن يئن تحت ضربات من كل حدب وصوب.
وقل هذا كذلك عن دولة مثل اليونان.. التي ينتشر أبناؤها أيضاً في أنحاء عديدة من العالم وينعشون اقتصادها بتحويلاتهم.. ويساندونه في محنته الاقتصادية حتي يجتازها بإذن الله.
أما نحن هنا في مصر.. وقد بلغنا التسعين مليون مواطن علي أرضنا بخلاف ملايين المقيمين من الإخوة السودانيين والسوريين والعراقيين واللاجئين من مختلف الجنسيات.. فإلي جانب هؤلاء يعيش من أبنائنا خارج مصر في دول المهجر.. إما هجرة دائمة.. أو هجرة مؤقتة نحو عشرة ملايين مصري.. وتحويلات هؤلاء هي الآن المصدر الرئيسي. أو المصدر الأول للعملة الصعبة.. وهم لا يبخلون علي وطنهم وتحويلاتهم تتدفق علي مصر لتنقذ اقتصادها.. وعندما يأتي أبناؤنا في الخارج ليقضوا إجازاتهم في وطنهم.. فإنهم يضيفون إلي اقتصادها وينعشون سياحة الجذور.. التي نتطلع فيها إلي ألوان عديدة من المشاركين فيها.. ليس من أبناء مصر فحسب.. وإنما من كل تعلم في جامعاتها ومعاهدها.. وكل من ارتبط بها في عمل.. أو حتي في حرب.. سواء هو أو أحد آبائه أو أحد جدوده كما في حالة الحرب العالمية الثانية.. الذين ترقد جثامين محاربيها في الصحراء الغربية في العلمين.. هؤلاء جميعاً يمكن أن ينعشوا سياحة الجذور بزياراتهم لمصر.
لذلك سعدت بصورة الشباب الصغير القادم من فيينا ليتضامن مع بلده ومع بلد الاباء والأجداد.. ويقضي إجازته فيه.. وينفق في رحلته ما ينعش اقتصاد وطنه.. ولو أن كل واحد من هؤلاء الشباب الصغير عاد إلي فيينا. من حيث جاء. ومعه صور رحلاته في منتجعات مصر السياحية وعرضها علي أصدقائه النمساويين. فإنه يستطيع أن يستعيد إليها الحركة السياحية.. ويؤسس لحركة سياحية متواصلة.
يبقي أن نشير إلي أمرين أولهما بيوت الوطن.. مشروع وزارة السكان لأبناء مصر في الخارج.. وفي تقديري أن هذا المشروع لا يجب أن يرتبط بتاريخ أو بوقت.. بل يجب أن يبقي مفتوحاً في كل وقت.. فكل مصري مقيم بالخارج يستطيع في أي وقت أن يجد قطعة من الأرض يرتبط بها.. ويعمر بها في بلده.. أما الأمر الثاني.. فهو تحويلات المصريين.. وخيانة إخوان الشياطين.. من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية.. الذين نشطوا ليدمروا اقتصاد الوطن ويجمعوا تحويلات المصريين في الخارج ويدفعون لهم مقابلها بالجنيه المصري لأهليهم في مصر بزيادة 30 أو 35% عن السعر العادي.. وبذلك يمنعون تحويلات المصريين عن مصر.. خطط جهنمية يستحقون من أجلها الشنق.. ولابد أن تجد الأجهزة سبيلاً للوصول إلي أعوانهم في مصر. الذين يدفعون إلي المصريين في مصر بالجنيه المصري.. فهذه جريمة متكاملة الأركان عرفها ويعرفها القانون المصري.. ويجب أن يلاحق هؤلاء بالقانون.. لعنة الله عليهم وعلي أفعالهم الشيطانية.. والنصر لمصر بإذن الله.. مهما فجروا.