اللواء الاسلامى
عبد المعطى عمران
العلماء .. وتطاول الجهلاء
اليوم ينقضى عام من أعمارنا هو كأنه شهر أو أسبوع ، من منا حاسب نفسه ماذا قدم فى هذا العام من عمل صالح حتى يشكر الله عليه ؟ ومن منا حاسب نفسه على تقصيره فى حق نفسه ودينه وعمله ، من منا تذكر أهله ووصل أرحامه وأقاربه الفقراء والمرضى ، من منا تواصل مع أهله وأصدقائه وسأل عنهم فى مرض أو مناسبات عامة ، من منا راقب الله تعالى فى عمله وأخلص فيه وأداه كما ينبغى ؟ من منا استرعاه الله رعية أو استأمنه على عمال وموظفين تحت رئاسته ، فحكم بينهم بالعدل وأعطى كل ذى حق حقه ؟!
من منا حاسب نفسه وعلم أن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب بلا عمل ؟
فاستعد لما بعد الموت ، وتذكر ضمة القبر وعذاب الآخرة .. من منا نصح نصيحة خالصة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ؟ من منا دعا دعوة صالحة لولى الأمر أو أولياء الأمور ، حيث يقول أحد الصحابة الكرام : " لو كان لى دعوة مستجابة لادخرتها للحاكم لأن فى صلاحه صلاح للأمة .
لماذا أصبح جزء من مجتمعنا يكره الجزء الآخر ويتمنى زواله ؟ هل هذه أخلاق الاسلام التى تربينا عليها .. أين المودة والمحبة والتعاطف والتراحم والتواصل الذى ساد مجتمعنا قرونا عديدة ؟! أين قول نبينا صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
أدعو الله أن يعود المصريين جميعا الى سابق عهدهم ، أخرة متحابين متعاونين متراحمين متكافلين ، كما كانوا من قبل طوال تاريخهم .. وليتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد الواحد ، اذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " فاللهم احفظ مصر الكنانة وشعبها وجيشها من كل مكروه وسوء يارب العالمين ..
**************************
أخيرا قال القضاء كلمته فى فتنة اسلام البحيرى .. وحكمت عليه محكمة جنح مستأنف مصر القديمة بالحبس سنة واحدة بتهمة ازدراء الاسلام ، بعد أن خفضت الحكم من خمس سنوات الى سنة واحدة ، وقد كنا نتمنى أن يعلن اسلام البحيرى عن توبته ورجوعه عما رمى به الاسلام وأئمته وعلماءه من تهم باطلة وتطاول واحتقار وازدراء مرفوض ، حتى لا ينال هذا العقاب لأنه من المحزن والمؤسف حقا أن يخرج من بيننا نحن المسلمين من يحمل اسم الاسلام ويسئ اليه والى علمائه وأئمته ، أما وقد أصر على المضى فى الطريق الخطأ وأخذته العزة بالاثم ، وتحدى مشاعر ملايين المسلمين ، فقد أصبح مستحقا لحكم القضاء لعله يرتدع ويثوب الى رشده ويعود الى صوابه هو وأمثاله ..
*****************************
وفى موضوع ذى صلة بحكم اسلام البحيرى .. هناك اعلامى آخر نسأل الله له الهداية ، لا يتورع عن التعرض لرموز الأزهر الشريف وقاماته العلمية وخاصة شيخه الجليل الدكتور أحمد الطيب ، الذى دائما نراه يترفع عن الصغائر ، ولا يرد على تطاول بعض الصغار على قيمته وقامته ، وكم تعرض هذا الرجل الفاضل لسفاهة السفهاء وجهل الجهلاء ، فى زمن نطق فيه الرويبضة وتطاول فيه الأقزام على أصحاب القامات العالية ، والمكانة العلمية الشامخة ، وان كان حلم الشيخ الجليل يمنعه من الرد على أمثال هؤلاء النكرات ، فان الغيورين على الأزهر ورموزه لا يجب عليهم أن يلوذوا بالصمت ، بحجة أن الرد على هؤلاء الأقزام والسفهاء سيعطى لهم حيثيبة ، ويعطيهم قيمة لا يستحقونها .. وأضعف الايمان أن يلجأ الغيورون الى القضاء ، لانصاف علمائنا الأجلاء واخراس ألسنة السفهاء والعملاء والمأجورين ، لتشويه الدين ورموزه وقاماته الشامخة .. لأن الساكت على الحق شيطان أخرس .. والشاعر يقول :
اذا أنت أكرمت الكريم ملكته **** وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
وقيل من أمن العقوبة أساء الأدب ..
فيا امامنا الأكبر .. لا تحزن من سفه السفهاء وجهل الجهلاء وغباء العملاء ، ويكفيك حب الناس وتقدير العلماء ، وعاش أزهرنا العامر ، منارة للعلم وقبلة للعلماء ......
******************************
كنت أتمنى ألا تنشر وسائل الاعلام تلك الفضيحة التى قيل أنها وقعت فى احدى مصليات النساء بمدينة دمنهور بالبحيرة ، والتى لم أتمكن من التحقق من صحتها ، وحسب ما نقلته جريدة الشروق أمس الأول الثلاثاء على لسان د. ابراهيم الحشاش ، وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة ، فقد تم نقل عامل المسجد المتهم بتهيل واقعة دعارة بالمصلى .. وأنا أعرف مدى حزم وشدة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تجاه أى تجاوز أو مخالفة ، وعليه كنت أتمنى – ان كانت الواقعة صحيحة – أن يفصل هذا العامل ، وينال العقوبة التى يستحقها ، لأنه لا يستحق أن يظل فى مكان عبادة أبدا ، بعد ما قيل عنه .. وأتمنى أن تكون الواقعة مكذوبة حتى لا تتشوه مساجدنا بسبب انحراف عامل فاسد أو منحرف .. وأتمنى على الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف الذى أعرف غيرته على الدين وعلى بيوت الله ، أن تبذل الوزارة المزيد من الجهد فى اختيار العمال الصالحين لتعيينهم فى خدمة بيوت الله بعيدا عن المنحرفين وأصحاب الضمائر الميتة .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف