الأهرام
د. عمرو عبد السميع
حالة حوار - سامح شكرى .. مرة أخرى
لا ينبغي أن يقصينا إنشغالنا في الحرب علي الإرهاب عن واجب أساسي من واجبات الصحافة والإعلام، وهو القراءة النقدية لأداء مسئولي الدولة.
كما لا يجب مع إشاراتنا المتوالية لجوانب القصور أو الضعف في أداء بعض الوزراء المصريين، أن نغفل الإشارة بالتحية للبعض الآخر الذي جاء شغله علي مستوي هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية من العمل الوطني، لابل أكاد أقول من تاريخ البلاد.

والحقيقة أن اسم سامح شكري وزير الخارجية يجئ في مقدمة من ينبغي توجيه التحية لهم، إذ نجح في هندسة عمل وزارته (وهي الضلع الثالث مع الرئاسة والمخابرات في صنع قرار السياسة الخارجية) وعلي نحو مبهر إستعاد لتلك السياسة الخارجية منطقيتها وإتساقها مع المصالح الوطنية، وبكل إرتياح أقول أنه نجح- بشكل لافت- في إعادة الإنضباط للسياسة الخارجية المصرية.

وسبب كتابتي لهذه السطور هو تلك الجولات المكوكية التي تلاحظونها، ويقوم بها الوزير حالياً بوتيرة سريعة جداً.

هذا رجل مشغول ببناء محاور أحدهما يصوغ جبهة إقليمية لمواجهة الإرهاب في الجزائر وليبيا وتشاد ومالي والسودان وثانيها يبني توافق مصالح في أثيوبيا وأوغندا وغينيا الإستوائية والسودان وجنوب السودان والصومال والكونغو، وثالثها جبهة دولية عريضة تنبني- أولاً وأخيراً- علي فكرة الإستقلال الوطني وتعمل علي دحر الإرهاب، ودعم التنمية وتسويق البلد كبيئة صديقة للإستثمار، وتعميق التغير المحسوس في مواقف بعض الدول من مصر مثل روسيا والصين وفرنسا وإيطاليا، فضلاً عن دعم وحشد التحالف العربي وتعظيم القواسم والمشتركات بين أعضائه.

السفر- بحيوية- إلي تلك المقاصد ليس هو المحك في الحكم علي أداء وزير الخارجية، ولكنه التحرك علي أساس أجندة واضحة نحقق تقدماً في بنودها بنحو قياسي.

الوزير لا يتحرك بنفسه إلا بوجود ضرورة لذلك، والمسئولون الذين يستقبلونه- حول العالم- لا يضيعون دقيقة أو ثانية ليس لها ضرورة، وقد نجح الوزير سامح في خلق تلك الضرورة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف