محمد جبريل
حرية التعبير واحترام معتقدات الآخرين
النظرة المتأملة للعلاقة بين العالم الإسلامي والغرب. تبين عن حقيقة- أتصور أنها. ضمناً. تسيء إلينا- وهي أن الفعل دوما للغرب. بينما العالم الإسلامي - والوطن العربي ضمنه - يقتصر علي ردود الأفعال مع ذلك فإن الميديا الغربية تشير بإصبع إلي المجتمع الاسلامي. متناسية أن أصابع اليد الأربعة الأخري تشير إلي صاحب الفعل.
ظني أن تلك الحرب المعلنة علي الإسلام. والتي أسهمت فيها الميديا الغربية بدور يصعب إغفاله. هي جزء من مخطط استراتيجي يستهدف الاسلام كعقيدة والمسلمين كمعتنقين لهذه الديانة السماوية.
وجد هنتنجتون أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. صار توقع العداء- أو العداء الفعلي- للصين. باعتبارها القوة الموحدة الهائلة. والعالم الاسلامي بعقيدته الدينية المناقضة لأيدولوجية السياسة الامريكية في توجهات كثيرة وكان من الأصوب- في تقدير هنتنجتون- منع صعود قطب ثان بديلا للعدو السوفيتي.
وذهب هنتنجون إلي أن السيادة يجب أن تظل للحضارة الغربية علي الحضارات الأخري. زاد. فأنكر أن يتم ذلك بالحوار الشفاف والجاد. وإنما فرض النموذج الحضاري الفريد ضرورة. لابد أن تطمئن إليها النماذج الحضارية المختلفة.
ازدهار الحضارات غير الغربية - في تقدير هنتنجتون- يمثل خطراً علي حضارة الغرب. بما يجعل المواجهة حتمية بين الحضارة الغربية وبقية الحضارات. وإن كان الصدام حتمياً بين الحضارة الغربية والحضارة الاسلامية المدعمة بالحضارات الشرقية الأخري.
الأقوي هو القدوة والمثل والنموذج الحقيقي. وهو من يجب أن يسيطر علي الضعفاء.
حرية التعبير هي الشعار المعلن في ذلك الحرب السياسية والاعلامية. في الوقت الذي يواجه المتشككون في مزاعم المحرقة النازية اتهامات تؤدي إلي السجن. والمثل في جارودي وسواه من المفكرين والمؤرخين الذين انتقدوا المزاعم الصهيونية. بل إن الاعتراف بالمحرقة صارت مثل الواجب المدرسي. علي كل الأفراد والشعوب أن يحفظوه جيداً. بصرف النظر عن اقتناعهم بصدقه من يخالف ذلك فإنه سيواجه عقوبات أقرتها الأمم المتحدة دعك من مئات المحارق والمذابح التي عاني الفلسطينيون ويلاتها. إنهم قردة وأفاعي وصراصير. وغيرها من الصفات التي يطلقها عليهم قادة الكيان الصهيوني أما زعم المحرقة فهو التابو الذي لا يمس أنت تنكر المحرقة. فأنت تعادي السامية. وتعتنق الفكر النازي وتعادي الشعب الاسرائيلي المسالم.
وإذا كان الغرب قد أضاف للمجتمع الإنساني إنجازات. أسهمت في تقدمه فإن الغرب هو نفسه الذي اخترع القنبلة الذرية. والأسلحة المحرمة دولياً. وهو الذي طوع التكنولوجيا في وسائل التعذيب. وفرض حالة دائمة من التسمم في مناخ العالم. من خلال الميديا التي تعتمد الزيف والأكاذيب والتعتيم.
إن أبسط ما يجب أن تتضمنه حرية التعبير أن نحترم معتقدات الآخرين.