محمد فتحى
عن بحيري الكومبارس والمعينين
لا أطيق أسلوب إسلام بحيري ولا منهجه، ولا أتفهم مساواته بفرج فودة ونصر أبو زيد، وأندهش جداً حين يقول البعض أنه مجدد للخطاب الديني، وأضرب كفاً بكف حين يقول البعض إن البحيري يحمل مشاعل النور ضد الظلاميين وهذه الجمل الإنشائية المبالغ فيها التي نصنع بها أبطالاً مزيفين، لكن أن يحكم علي إسلام بالسجن عاماً، أمر صادم، وغير مبشر بالمرة، ولا يحدث في البلاد المحترمة التي تدعي أن حرية الفكر فيها مكفولة، وبينما يري البعض أنه حقق نصراً كبيراً للإسلام علي إسلام، تري النسبة الأكبر أن الدواعش الحقيقيين والقتلة الفعليين والأفكار المسممة متروكين في ربوع مصر، وجنبات تفكير بعض الأزاهرة، بل إن الأزهر نفسه لايزال في سبات عميق، تحت وطأة إمام أكبر (دماغه ناشفة)، ومساعدين ومستشارين موالين بشكل مباشر للإخوان المسلمين، وآرائهم فيهم، وتأييدهم لهم، لدرجة الانحياز لهم في اعتصام رابعة موثق بالصوت والصورة، فلا تجديد يحدث في الأزهر رغم كل ما يقال، ولا عقاب لهؤلاء الذين يملأون حياتنا بفتاوي الإرهاب، طالما أن الأزهر بجلالة قدره متفرغ لإسلام ومن هم مثله، وبينما الذين حرموا علينا عيشتنا نائمون في بيوتهم، ينام إسلام علي البورش، فهل يتدخل أحد لمنع هذه المهزلة ؟؟!!
إسلام ليس وحده، والناس تنسي أو تتناسي، الزميل المبدع والموهوب أحمد ناجي، والذي يحاكم بتهمة مطاطة لمجرد أنه تجرأ ونشر فصلاً من روايته في أخبار الأدب، فإذا بأحدهم يجتزئها ويتعامل معها بوصفها مقالاً صحفياً، ليعتبر أن ما حدث ضد عادات وتقاليد وأخلاق المجتمع وأنه خدش حياءه شخصياً للدرجة التي نخشي فيها علي أحمد ناجي من صدور حكم مماثل للحكم الصادر علي إسلام.
المواطن المؤدب لم يخدش حياءه أحدهم ببذاءة ما يقوله، ولا أراجوزات الإعلام وضيوفه المنتشرين عبر القنوات، لكن أحمد ناجي خدش حياءه، بينما مواطن آخر تم استدعاؤه علي وجه السرعة ليلة افتتاح المرحلة الأولي لمشروع المليون فدان ليقوم بدور الفلاح في زيارة الرئيس، في منزل ليس بمنزله، وسط مواشي ليست مواشيه، يتحدث عن زراعة لا يزرعها بعد أن اعترف أنه ليس بمزارع وإنما موجه في التربية والتعليم لبسوه جلبية في زيارة الرئيس، لنعيد من جديد تمثيليات الثمانينات والتسعينات بإنتاج رخيص، رغم أن الحدث ضخم وجلل، لكنها نفس العقلية التي تجاهلت مصيبة جهاز الكفتة ولم تعاقب أحداً بكل أسف، ولا اعتذرت للناس عن تسويق الوهم، فكانت النتيجة إنتاج حلقة جديدة من المسلسل.
مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان عظيم بلا شك، ولا يحتاج لكومبارسات، لكن (السربعة) التي تدار بها بعض الأمور تجعلنا نقول : ما يصحش كده.. عارفين والله إن فيه شغل، لكن فليخرج بالطريقة الأفضل والأمثل وليس علي طريقة الشو الإعلامي.
وبمناسبة الشو الإعلامي، لا أثق في رجاحة تفكير أي شخص يظن أن رئيس هذا البلد يمكن أن يفرط في حق مصر في مياه النيل لأي سبب، ولا أحترم من يأخذ معلوماته عن قناة الجزيرة التي تحولت من تجربة مهنية إلي اشتغالة ومنصة استهداف واضح لأي شئ في مصر، مع دعم كامل للإخوان المسلمين.
التفاصيل المستفزة في هذا الأسبوع كثيرة، لكن تأتي بارقة الأمل في استكمال المشروع الرئاسي لتأهيل الشباب في مراحله النهائية من الاختيار، والذي يتم علي معايير واضحة وفق امتحانات واختبارات شفافة، وربما كان الأمل أيضاً في أسماء المعينين في البرلمان رغم أعمار بعضهم التي تجاوزت السبعين، لكن الأعمار ليست معياراً بقدر ما هي رسالة كنا نتمني أن تكون أكثر قوة، وننتظر أداءً مهنياً ووطنياً وثرياً من هؤلاء المعينين.