الجمهورية
بسيونى الحلوانى
نداء شرارة.. ومطربات العري والإثارة!!
يخطيء من يظن أن الطرب يحتاج إلي كم العري والإثارة التي نشاهدها كل يوم في سلوك كثير من المطربات العرب كما انه لا يتطلب أبداً أن يتراقص شاب يرتدي ملابس لا تختلف كثيراً عن ملابس البنات فوق مسرح وهو يغني لكي يجذب اليه الأنظار.
لقد استطاعت الفتاة الأردنية "نداء شرارة" الفائزة بجائزة "The voic) أن تكشف عن حقيقة مهمة وهي ان الأجساد العارية والحركات المائعة لا تغني عن الأصوات الجميلة. وان الالتزام الأخلاقي يتفوق ويكسب في النهاية ويضيف إلي الفن قيمة جميلة.. فقد ظهرت هذه الفتاة طوال جولات المسابقة بزي محتشم وأداء راق وفي النهاية كسبت وانحاز لها الفنانون والجماهير العربية المتعطشة إلي فن محترم.
تابعت مع ملايين المشاهدين أداء عدد من المتسابقين والمتسابقات في الطرب عبر هذه المسابقة وتأكدت ان هناك مواهب فنية نادرة من الشباب لم تجد من يساعدها في أخذ فرصتها وان معظم من نشاهدهم ونستمع اليهم من المطربين وخاصة المطربات يحتجن إلي الإيداع في المخازن لنستريح من أصواتهن المزعجة وطربهن الهايف ورقصاتهن الخليعة وحركاتهن المثيرة التي أفسدت الأذواق وليس لها أي هدف سوي إثارة المشاعر الكامنة في نفوس الشباب.
***
لقد ابتلينا بمئات من المطربين والمطربات وكثير منهم ومنهن بلا فن وبعضهن بلا أدب وبلا أخلاق. كل بضاعة هؤلاء رقص وإثارة وكلمات تافهة تحمل معاني هابطة يحاولون بها تعويض بضاعتهم الرديئة. ثم تجد ـــ للأسف ـــ من يسوق هذه البضاعة الرخيصة من فضائيات الإثارة وتجار الفن الهابط مثل عائلة السبكي للمشاركة في انتاج أعمال فنية رديئة تهدم القيم وتفسد ما تبقي من أذواق المصريين والعرب.. وفي النهاية يطلق علي هؤلاء "فنانين وفنانات".. أما أصحاب المواهب الحقيقية فلا يجدون من يسوق بضاعتهم الجيدة ويوصل موهبتهم للناس!!
هذه الأوضاع المقلوبة في عالم الفن تحتاج إلي جيل جديد من المنتجين والمخرجين المتميزين من أصحاب الضمائر الحية الذين يؤمنون برسالة الفن ودوره في بناء مجتمع راق متحضر.
لقد كان الفن المصري بكل صوره وأشكاله رافداً من روافد الثقافة والصورة الحضارية لمصر عندما كانت تتصدر المشهد مواهب فنية حقيقية من نوعية أم كلثوم وعبدالوهاب وفايزة أحمد ومحمد العزبي وغيرهم من نجوم الطرب الأصيل في مصر.. ثم انحدرنا إلي أن وصلنا إلي شعبان عبدالرحيم وأمثاله ممن أفسدوا أذواق المصريين.
***
لا ينبغي الاستسلام لتجار الفن الهابط في مصر ولابد أن تشجع الدولة بكل مؤسساتها الفنية والثقافية تنظيم مسابقات جادة وجذابة لاكتشاف المواهب وتلميعها وتعريف الجماهير العربية بها. ومن العار أن تظل لبنان هي مركز المسابقات والمهرجانات الفنية التي يتسابق فيها مصريون وعرب ومعظم مشاهديها والمصوتين فيها من المصريين.
مصر هي المصدر الأول للفنون والآداب في المنطقة العربية ولا ينبغي أن نترك الفرصة لدولة أو دول أخري لكي تسحب البساط من تحت أقدامنا كما ينبغي إعطاء الفرصة للمواهب المصرية في الفضائيات والتخلص من الأسماء التي أساءت لمصر برداءة ما تقدمه من فن هابط ومن تجاوزات سلوكية.
بالتأكيد.. نحن سعداء أن تفوز فتاة أردنية تملك صوتاً قوياً وعذباً بمسابقة في الطرب وكل بضاعتها من أغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم.. لكننا علي ثقة ان لدينا في مصر عشرات مثل "نداء شرارة" يحتجن من يكتشف موهبتهن ويقدمهن للجماهير العربية في مسابقات ومهرجانات فنية جادة.
بالتأكيد لدينا مواهب فنية نادرة تحتاج إلي من يكتشفها ويسهم في تقديمها للجماهير في صورة راقية بعيداً عن البرامج التافهة التي تتبناها الفضائيات المصرية وتصيب المصريين بالقرف.
كانت مصر مصدر إشعاع الفن الراقي ولا ينبغي أبداً تركها مسرحاً مفتوحاً للفن الرخيص فهذا تشويه لتاريخ مصر الفني والقاء الغبار علي حاضرها الفني والثقافي.
مصر في حاجة إلي فنون راقية تعيد لها بريقها وصورتها الحضارية بعيداً عن بضاعة المطربين والمنتجين الرخيصة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف