المساء
السيد العزاوى
أين قناة الأزهر لتوضيح صحيح الدين؟!


في الوقت الذي استشرت فيه التنظيمات الإرهابية وما يجري علي أرض الواقع من أفعال هذه الجماعات المتطرفة وفي الوقت الذي نري فيه الكثير من القنوات الفضائية تبث الكثير من البرامج الهادفة وغيرها لم نر للصرح الكبير المتمثل في الأزهر الشريف أي قناة تنير الطريق لأكثر من مليار مسلم ينتشرون في أرجاء المعمورة. وهذه الأعداد الكبيرة تتلهف علي آراء رجال الأزهر التي تنشر سماحة الإسلام ووسطيته ويتطلعون إلي أن تكون هناك قناة تليفزيونية للأزهر توضح صحيح الدين والرد علي الأسئلة التي تتردد في الساحة ويتساءلون في نفس الوقت أين قناة الأزهر رغم انه يمتلك الامكانيات والكوادر القادرة علي إدارة هذه القناة ومواكبة الفضائيات في نشر أنوار الشريعة الإسلامية وقيمها التي تقيم المجتمعات علي أساس من القواعد الثابتة وتدعم العلاقات الاجتماعية وتحيط الأمة بسياج منيع يقيها من الانحراف ويحفظها من تلك الأباطيل ومزاعم التكفير ونشر التطرف واستباحة الأعراض والدماء.
الأزهر منارة الحضارة في كل العالم ورجالاته نجوم في سماء العلم والوطنية يتقدمون الصفوف بوقار أهل العلم.. يقدمون لطلابهم التربية السليمة في ضوء المعالم التي أرسي دعائمها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كل الانظار تتجه إليهم للحصول علي المعلومات وأصول العقائد السليمة وقواعد اللغة العربية التي كان للأزهر فضل الحفاظ عليها خلال قرون طويلة ولولا الأزهر لتمكن الاحتلال من طمس معالم هذه اللغة التي صانت العلم ولغة القرآن الكريم.
هؤلاء العلماء يزيحون بأي معوقات أو أقوال مغلوطة قد تشوه تعاليم الإسلام. وقد طبقت شهرة هؤلاء العلماء آفاق الدنيا بأسرها.
الأزهر بمعاهده وكلياته يفتح كل الأبواب لأبناء العالم الإسلامي لدراسة المناهج الدينية ومختلف علوم القرآن والسنة النبوية المطهرة. وقد كانت جهود فياضة لهؤلاء طلاب العلم وعقب تخرجهم في الكليات يعودون لبلادهم كسفراء فوق العادة لهذا الصرح الإسلامي العريق. الجميع يدينون بالفضل لعلماء الأزهر ودورهم البناء في توضيح مختلف الجوانب المشرقة لشريعة الإسلام التي تتعلق بكل النواحي الأسرية والعلاقات الزوجية والأسرية علاوة علي علوم التوحيد والعقيدة ومناقشة سائر الفلسفات القديمة والحديثة وشرح كل جوانبها والرد علي كل ما يخالف قيم الإسلام وتوضح الحقائق التي تشرق بأنوار الدين الحنيف في غير تطاول أو ضيق. يفندون الشبهات بأساليب تتواءم مع كل طبائع ومفاهيم البشر علي اختلاف ثقافاتهم واتجاهاتهم. أعلام في كل المجالات.
هذا الصرح يتمتع بحب وتقدير كل أهل العلم والأبحاث في شتي علوم العقيدة والفلسفة وهناك أوقاف للأزهر لتمويل كل أنشطته والانفاق علي المعاهد والكليات ورعاية أبناء العالم الإسلامي الدارسين لديه.. والعالم من اقصاه لاقصاه في أشد الحاجة لاطلالة لهؤلاء العلماء بصفة دائمة من خلال قناة تليفزيونية تنشر سماحة الإسلام وتوضح الحقائق والرد علي كل الشبهات وشتي مزاعم التطرف والتكفير التي شوهت الدين الحنيف واساءت إلي الإسلام والمسلمين وصارت صفة الإرهاب تلصق بكل مسلم للأسف الشديد. وكل ذلك لا يرضي أحداً وناهيك عن التنظيمات المتطرفة. مثل"داعش" و"بيت المقدس" و"النصرة" وجماعة الإخوان المسلمين التي انبثقت منها هذه التنظيمات ابناء العالم الإسلامي وشتي ابناء أوروبا والغرب يتساءلون في لهفة اين قناة الأزهر التليفزيونية للرد علي كل المفاهيم المغلوطة. السؤال نتوجه به إلي فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: أين قناة التليفزيون الأزهرية نتطلع إلي الاستجابة خاصة في هذه الأيام التي انتشرت بها تنظيمات وجماعات تنشر الأكاذيب.. نريد أن نري هذه القناة تبث العلم الصحيح والقيم الخالدة لهداية الناس الآمال معقودة علي الإمام الأكبر لتحويل هذا الأمل إلي حقيقة علي أرض الواقع ولله الأمر من قبل ومن بعد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف