الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية عشة الفراخ.. وحوض السمك!
هل يمكن أن تساهم سيدات مصر فى مقاومة الغلاء.. وأن تعود الأسرة المصرية، أسرة منتجة للطعام.. كما كانت فى الماضى، أى تنتج كل أسرة ما تحتاجه من لحوم وبيض وجبن ودواجن.. وهذه الدعوة ليست فقط للقرية المصرية، بل أيضا لأبناء المدن.. كيف؟!
وإذا كنا نطالب - مع مشروعات المليون ونصف المليون فدان - بعودة القرية المنتجة، كما كانت.. فإننا نحلم أيضا بعودة المدينة المنتجة.. كانت القرية تربى الدواجن، بكل أنواعها، لتأكل مما تربى من بط وإوز وفراخ.. وبيض.. وبجوارها كام معزة وكام خروف.. ولا مانع من بقرة أو جاموسة.. لتنتج الأسرة ما تحتاجه من ألبان وجبن وسمن وزبد، وغيرها.. وكانت الأسرة المصرية - فى المدينة - تفعل ذلك أيضا.
<< كانت أمهاتنا يتولين هذه المهمة.. وكانت «عشة الفراخ» هى وسيلتنا لذلك. كان فوق سطح كل بيت هذه العشة التقليدية.. ولم نكن نشترى ما نأكل من البيضة إلى الفرخة.. ويا سلام على تربية البط فى هذه العشة، لو شعر أحدنا بالجوع.. صعد إلى السطح وعاد ببيضة أو اثنتين يحمرهما بشوية زيت أو حتة سمن!! ونادرًا ما كانت أمى تشترى فرخة من السوق.. أو جوز بط تتحلق حولهما الأسرة يوم الجمعة.. وكانت الأم تجمع بقايا الطعام مع قشر البطيخ.. ولم يكن مانعًا من اضافة «كوزين أرز» على طعام الأسرة.. لتقدمهما طعامًا للدواجن، فوق السطح.
<< ومع اختفاء عشة الفراخ.. زاد الزحام على فراخ الجمعية.. كما زاد جبروت الفرارجى.. وبذلك ارتفعت الأسعار.. باختفاء القرية المنتجة.. ونهاية عشش الفراخ يعانى الناس من الأسعار.. هنا، هل يمكن أن تعود عشة الفراخ إلى السطوح.. أو إلى البالكونات. إننى أرى أن جانبا من معركة الغلاء يبدأ من عشة الفراخ، فى القرية.. وفى المدينة. ولو بشكل عصرى، إلى حد ما.. بما يحفظ جماليات السطوح المصرية بدلاً من تحويل الأسطح إلى كراكيب نضع فيها ما لا نريده.
وقد تلقف أستاذ بكلية الزراعة بجامعة المنوفية - هو الدكتور دياب محمد الصعيدى فكرة عشة الفراخ. وأضاف إليها.. فى القرية وفى المدينة.. هى فكرة مزرعة أسماك فوق السطوح!!
<< والفكرة عبارة عن حوض بلاستيك بارتفاع 40 سنتيمترًا.. ثم يملأ بالمياه، حتى عمق 30سم، يعنى تصبح مساحة المياه فى كل حوض حوالى 600 لتر مياه، مع شاسيه خشبى لتدعيم جوانب الحوض. وهذا الحوض يمكن أن يربى ما بين 100 و150 سمكة أى حوالى 30 - 35 كيلو جرامًا من السمك فى الدورة الواحدة التى تستمر من 4 إلى 6 أشهر.. مع طلمبة لرفع المياه والتخلص من الأمونيا والمواد العضوية.. وهنا نستعيد حكاية خزانات المياه التى كانت فوق أسطح بيوتنا لمواجهة أزمة انقطاع المياه.
ويمكن أن تقدم ست البيت بقايا الطعام لهذه الزريعة فى حوض السمك هذا، مع بعض الأغذية الأخرى.. مثل الدشيش والدنيبة والأسماك الصغيرة.. كما كانت تفعل ستات البيوت زمان مع فراخ وبط عشة الفراخ القديمة إياها!!
<< وإذا أعدنا عشة الفراخ هذه سوف نوفر شراء فراخ الجمعية أو سطوة الفرارجى.. حتى ولو وفرنا البيض، بعد أن قارب سعر البيضة حوالى الجنيه بالكامل.
ومع حوض السمك هذا نوفر أيضا شراء الأسماك الغالية بعد أن أصبحت أسعارها تنافس أسعار الدواجن والبط.
وهذا الكلام يجرنا عندما شاعت فى مصر حكاية زراعة الأرز مع الأسماك.. إذ أن الأرز فى شهوره الأولى يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.. ونقلنا عن شعوب جنوب شرق آسيا استغلال حقول زراعة الأسماك.. مع زراعة الأرز.. والأرز يحب السمك واسألوا سكان سواحل مصر الشمالية.
<< ترى.. هل يمكن أن تعود عشة الفراخ.. بجوار حوض زراعة الأسماك.. لتساهم الأسرة فى محاربة الغلاء.. فنوفر لكل الأسرة ما تحتاجه من بيض ولحوم بيضاء.. وأيضا من أسماك.
أيه رأيكم تيجوا نجرب، حتى نضمن سمكا نظيفًا.. غير ملوث وفرخة وبيضة.. وجوزين بط كمان!! يا الله بينا!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف