عبد الرحمن فهمى
اقــــــــرأوا هـــــذا قبـــــــل النــــــــدم
عفوا.. هل هذا العمود جاء متأخرا.. هل الأمر استقر علي طريقة معينة لاستصلاح المليون ونصف مليون فدان بطريقة تخصيص خمسة افدنة لمن يريد مع تسهيلات خيالية في الدفع وتخفيض فائدة إلي 6%
عفوا.. قد يكون رأيي خطأ أو يكون متأخرا ومن الصعب تنفيذه ولكن من باب أمانة القلم وحب البلد وتحقيق الحلم بأسرع ما يمكن وعلي أعلي مستوي.. كنت أود ان تكون الشركة الحكومية التي تم الاعلان عنها أخيرا وهي شركة الريف المصري الممولة من الحكومة هي التي ستقوم باستصلاح المساحة كلها بمعدل خمسين ألف فدان كل عامين عن طريق كل خريجي كليات الزراعة في جميع الجامعات الذين لا يشغلون أي منصب ولا يؤدون أي عمل وما اكثرهم وبمرتبات متواضعة مقابل ان هؤلاء هم الذين سيتم التخصيص لهم بعد انتهاء عملية الاستصلاح كاملة وتكوين مجتمع تعاوني له اثر كبير علي الاسعار كلها مع مشروعات جانبية خاصة بتربية الماشية وما يتبعها من مصانع البان وجلود وغيرها.
عقد موثق بين شركة الريف المصري وخريجي الجامعة علي العمل لمدة عامين بمرتب كذا.. من يكمل المدة من حقه تخصيص خمسة افدنة بأسعار أقل كثيرا من الاسعار الحالية والشاب الذي يمتلك خمسة افدنة ومن حقه جميع الخدمات المتاحة للشركة لن يكون في حاجة إلي تخفيض سعر الفائدة ولا لأي معونة مادية أو غير مادية.
***
الهرم مقلوب.. خذ خمسة افدنة وقم باستصلاحها وتحت أمرك كل الخدمات يريد آلات الزراعة فلا أحد الآن يمسك بالفأس أو الجادوف كله بالآلات الباهظة الثمن ولا تقدر عليها سوي الشركة الممولة من الدولة وإذا لم يأخذ هذه الآلات أو لم يدفع الايجار وتحدث مشاكل وقضايا وضرائب.. و... و..
كاتب هذه السطور عاش هذا الجو سنوات.. صدقوني.. من القوانين غير المكتوبة ولكنها اصدق من القوانين المكتوبة هي ان المزارع الجماعية اغزر انتاجا بأقل تكاليف.. المزارع الجماعية هي وحدها التي تملك المادة الزراعية والحيوانية الخام التي تنشيء المصانع المختلفة.
المزارع الجماعية هي الوحيدة التي تخفض اسعار كل شيء في البلد مثلا الاسماك ستنخفض اسعارها بنسبة أكثر من ستين أو سبعين في المائة.. صدقوني.
ثم المزارع الجماعية هي الوحيدة التي لن تخلق مشاكل.. المحاكم عندنا مشغولة في كل المحافظات بقضايا بين الفلاحين والهيئات الادارية في الريف.
***
نيكيتا خروشوف قال هذا الكلام واكثر منه لجمال عبدالناصر ورغم اقتناع عبدالناصر بكل هذا الكلام كان رده بأنه لا يستطيع الآن ان يسحب صكوك الملكية من الفلاحين وارتفعت الاسعار كما ترون وانخفضت قيمة الجنيه المصري.
***
كل ما أتمناه ان يقرأ هذا الكلام الذي اكتبه من السرير رغم مرضي.. اتمني ان يقرأه المسئولون خوفا من الندم حيث لا ينفع الندم.