الجمهورية
صفوت عمران
من أجل مصر !!
تعيش مصر واحدة من أكثر اللحظات الحرجة التي ترسم مستقبل الوطن لعقود قادمة. ازمة تتخطي حدود المصالح الضيقة لنخبة مشوهة. أزمة لاتتوقف عند حدود المؤامرة الغربية الدائرة منذ سنوات طويلة لتفتيت دول المنطقة العربية الي عدة دويلات. وتقودها امريكا واذنابها. فيما عرف اعلاميا بمخطط الشرق الاوسط الجديد. الازمة الحقيقية اننا نعيش موقفاً داخلياً متأزم ومعقداً. انظمة سابقة اسقطها الشعب خلال ثورتين لكن تأثيرها السلبي مازال ممتداً حتي الان. لابد ان نعترف أننا نعيش في مجتمع "شايخ" يتصدر الكثير من مشاهده مجموعات من الفاسدين "وحملة المباخر" وكدابي الزفة وتجار المخدرات والاثار وسماسرة كل العصور. واعلام السحر والجن والشعوزة. وفضائيات الصوت الواحد. وما يشبه دفن الرؤوس في الرمال وعدم الاعتراف بالمشكلات والانفصام عن الواقع المر الذي يعيشه اغلب المواطنين. مما سيؤدي بنا الي "حيطة سد" والسؤال أليس من حقنا ان نحلم يوما بان نصبح دولة عظمي دولة تحترم الانسان وحقوقه. وتحقق العدل وتصونه وتعلي من قيم المساواة بين جميع مواطنيها؟!
عزيزي القارئ.. كنت مواطناً او مسئولاً. تزييف الواقع وعدم الاعتراف بالمشكلة هو اول الطرق الي الكارثة الادعاء ان كله تمام خطر لو تعلمون عظيم. والادعاء بان المؤامرة علينا. مؤامرة خارجية غربية وفقط خداع سيؤدي بلا شك الي ترك باقي الاطراف المشاركة في الجريمة تعبث في بلادنا كيفما تشاء. فالواقع ان المؤامرة ضد مصر يشارك فيها من ترك الوطن يرسم ملامح مستقبله مجموعة من الفاسدين الجدد واي حكومة ضعيفة ومرتعشة وبلا خطة وبدون رؤية وفاسدة وجهاز تنفيذي ينخر فيه الفساد دون محاولة جادة لاصلاحه او تفعيل القانون علي قياداته منظومة قوانين تكرس للفساد ونهب ثروات الوطن الذي لم يتحرك احد بجدية لاستردادها سواء في الداخل او الخارج وهي بالمليارات علاوة علي السماح لفسدة الحزب الوطني ورجال الاعمال غير الشرفاء بالاستيلاء علي الوطن وثرواته والسيطرة علي جميع مفاصله بالرشاوي والفساد. بل وتركهم يبتلعون البرلمان ويديرون الدولة وكأن الثورة لم تقم.
الحقيقة ان المؤامرة علي مصر رغم انها تصنع في الخارج الا انها تنفذ في الداخل. وفي كثير من الاحيان بايد مصرية. فمن المسئول عن ترك الاف العملاء والطابور الخامس يرتع في مصر من الذي ترك الجماعات الارهابية تعبث بالوطن وتتمدد وتمتلك اسلحة مرعبة دون ان يتحرك له ساكن طوال العقود الماضية.
الحقيقة اننا ندرك اننا امام مؤامرة خارجية علي الوطن. مؤامرة لتركيع مصر. واحتلالها مرة اخري ونهب ثرواتها ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد. مؤامرة يشارك فيها جميع الاعداء وبعض من توهمنا انهم اصدقاء لاخراج القاهرة من المعادلة. باعتبارها الكنز الثمين. وجوهرة الشرق الذي لو سقطت لاصبح التلاعب بالمنطقة امرا يسيرا وسهل المنال مؤامرة تستوجب ان نقف صفا واحدا وان نواجه ذلك بقوة لكن قبل ذلك يجب ان نطهر انفسنا اولا حتي لانكتشف ان الصف ملئ بالثقوب ومعرض للانهيار المفاجئ لابد ان نحاسب كل مخطئ لابد ان نعلي من دولة الدستور والقانون لابد ادراك ان مكان الفاسدين ليس كرسي الوزارة او شاشات الفضائيات والغرف التجارية والمناصب الرفيعة. انما مكانهم الطبيعي السجون الغرب لم يتجرأ علينا الا عندما ادرك ان السوس نخر الجبهة الداخلية واصابها في مقتل وان الشعب المصري لم يعد متلاحما كما كان قبل عامين عندما اعلن الشعب المصري انه لم ينجح احد ووجه رسالة صامته بانه غاضب. ولم يذهب بكثافة للانتخابات البرلمانية الاخيرة.
ليبقي السؤال هل ندرك تلك الرسائل. هل يمكن ان نري الحكومة قادرة علي تحمل المسئولية. ان نعيد ترتيب بيتنا من الداخل بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب. ونعتمد علي اهل الكفاءة والشرفاء ونبعد الفاسدين حتي لو كانوا اهل ثقة هل يدرك القائمون علي دائرة الحكم ان من ينتقد الوطن بهدف الاصلاح هم الامل وان الاعداء الحقيقيون هم كدابو الزفة وحملة المباخر الذين يخفون فسادهم تحت مظلة النفاق هل يدركون اننا في حاجة الي شركاء في تحمل المسئولية وليس تابعين بلا عقل نريد ان يكون للحكومة والوزراء مسئوليات ويحاسبون عليها وليس مجرد منفذين بلا رؤية او قرار نريد مشروعات تفتح الامل وتوفر فرص عمل حقيقية نريد ان يدرك رجال السلطة ان من يحتمي بغير شعبه يذل وانه لو اعاد رهانه علي الشعب سيربح بشرط ان يبعد الفاسدين فالمؤامرة علي مصر واضحة ومواجهتها تتم بتقوية الجبهة الداخلية. ونريد الا تتحول مواجهتنا للازمة الي دعم اشخاص انما نريد دعم مصر. مصر الدولة والتاريخ والمستقبل. فمصر باقية والاشخاص زائلون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف