هل عامنا الجديد وليس أمامنا خيار سوى التفاؤل بأيامنا المقبلة، حتى وإن اكتست الصورة بالضباب وظهرت مشوشة الملامح، فاليوم الجديد يبدأ بفجر وشمس وضحي، يعنى من مسلمات الطبيعة نهاية الليل وقدوم نسمات الندى. وهكذا أيامنا وحياتنا، تمر ما بين تشاؤم وتفاؤل، سعادة وحزن، وهذا أيضا حال البشر والممالك والحضارات، فلا اتفاق على حال، فهو من المحال، ويبلغنا اليقين بأن نلمس السعادة أفضل من ترقب الحزن.
الدول كحياة الإنسان، تعيش كل المعاني، وتتقلب من الفرح والسعادة الى البؤٍس والشقاء، ليس شرطا فى نفس اللحظة مثل البشر، فحياة الدول ربما تكون سرمدية، قد تغرق فى الضحك والمرح، لتمر عليها أيام جافة. ولكن لا يهم، ما دام الفجر يبزغ وينهى ظلمات الليل ووحشته، ولذلك من الأفضل علينا كبشر ودول أن نفرح بالساعات وهى تمر ولا نحزن على ماض، فربما القادم أكثر إشراقا.
نحن معشر البشر مثل الممالك، نطير فوق للسما العالية، أو هكذا نتخيل أنفسنا، لنفرد أجنحتنا فى الهواء، وحينذاك نتخلص من هموم أرهقتنا، وقيود أثقلتنا بعذاباتها. ومع نسمات ندى العام الجديد ووريقاته لا تزل نبتة، يحدونا الأمل بأن نشتم نسائم ربيع دائمة، فنحن فى أشد الحاجة لنتفاءل ونملأ قلوبنا بزهر الحياة وحبها. فهكذا هى الدنيا، نريد أن نعيش فى حضنها، قلبها، نبضها، وكفانا عيشا فى هوامشها.
ونحن نحيا فى ظل وريقات جديدة، نتمنى بلدنا نجمة فى السما عالية، نادرة ما لها فى البشر مثال، فاتنة، ناعمة، هى كل الدلال، من لم يرها، لم ير من قبل الجمال، الصبح فى وجهها فاتن كالحسان، يعجز الشعر عن وصفها كالخيال.
نتمنى بلدنا نجمة، ولو تغير الزمان، تأتينا فى الأحلام، بدرا كاملا بالتمام، وتظل نجمة حلوة وجميلة، عيونها غزلانى شقية، ضحكتها فرحة سحرية، لما تطل على المكان، يتحول الى عالم جنان.