مرسى عطا الله
المراجعة الضرورية للمناهج التعليمية !
5 - كل الدراسات الحديثة تؤكد إنه ليس هناك ما يضعف من قدرة التلميذ على التفكير العلمى أكثر من العوامل الذاتية المتعلقة بالتلميذ نفسه فإذا كان التلميذ مشتت الذهن فإنه لا يقوى على التفكير السليم.
و قد يعود تشتت ذهن التلميذ إلى جفاف المنهج الدراسى وعدم ارتباطه بحاجات التلميذ ومشكلاته الحيوية ومصادر اهتمامه وهذا أمر لابد من مراجعته فى إطار عملية مراجعة شاملة ومستمرة للمناهج التعليمية.. و أيضا فقد يرجع تشتت ذهن التلميذ إلى ظروف عائلية، وهذا أمر تقول أسس التربية الحديثة إنه مسئولية مشتركة بين المدرس والأسرة، وأن واجب المدرسة أن تعنى بدراسة مثل هذه الظروف من خلال تعاون وتنسيق مع الأسرة!
وثمة عوامل أخرى تؤدى إلى إضعاف قدرة التلميذ على التفكير العلمى وفى مقدمتها عدم التكيف السليم نتيجة الشعور بالخوف أو عدم الإحساس بالأمن، وهذه كلها أسباب ترجع مسئوليتها إلى المجتمع ككل لأن الطفل يأتى إلى المدرسة بعد أن يكون قد اكتسب من المنزل والمجتمع كثيرا من العادات والسلوكيات التى تخاصم التفكير العلمى من نوع الاعتياد على الاستسلام فى التفكير إلى مصدر خارجى أو سلطة عليا يجد من السهل عليه الاستشهاد بها والوصول من خلال ترديدها - دون بحث أو تحر عن مدى صدقها - إلى نتائج وأحكام... «فكل ما يقوله الأب صحيح، وكل ما يقرأه فى الصحف ليس محل شك..الخ».
ومعنى ذلك أن بناء قاعدة للتفكير العلمى السليم تبدأ مع التلميذ منذ التحاقه بالتعليم فى المراحل الأولي.. ومن ثم فإنه من الأحرى بنا أن نتعامل مع هذه القضية بمنهج التفكير العلمى السليم دون جدل أو تشنج فى إطار أنها عملية تحتاج إلى تخطيط «قصير المدى وطويل المدي» بحيث تشارك جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى فى دراسة الموقف من كل جوانبه بهدف رسم خطة للمستقبل يتم من خلالها تفادى كل العلل والأسباب التى عطلت نمو منهج التفكير العلمى السليم فى حياتنا... فهل نحن فاعلون؟
سؤال ينبغى سرعة إدراجه على قائمة أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة لأنه فى غيبة من نظام تعليمى عصرى ومتطور تظل أهدافنا ومقاصدنا من بناء الدولة العصرية الحديثة مجرد سراب!
خير الكلام:
<< بعض المعارك تفرض نفسها عليك أردت أم لم ترد.. أقدمت أم ترددت !