حسناً فعل الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم الذي وعد بتكريم مديرة مدرسة السلحدار الرسمية المتميزة للغات فور علمه بقيامها بالتدريس للطلاب بدلاً من مدرسة المادة التي أصيبت بكسر في إحدي قدميها، فهذا النموذج الذي قدمته عبير عبد الحميد مديرة المدرسة يساهم عملياً في القضاء علي مشكلة الدروس الخصوصية، بتحويل مدارسنا إلي مدارس جاذبة، فعندما يري الطلاب مديرتهم تقوم بشرح الحصص بالتأكيد فإن ذلك سيكون له تأثيره الإيجابي علي ارتباطهم بالمدرسة، وهنا أثمن رد فعل وزير التربية والتعليم الذي تصرف بمنهج يختلف تماما عما يقوم به بعض الموظفين الذين أصابتهم أمراض البيروقراطية، وكذلك سيدة عبد الرؤوف مديرة إدارة مصر الجديدة التعليمية التي أشادت بما قامت به مديرة المدرسة خاصة بعد قيامها بإعطاء الطلاب مجموعات مجانية قبل الامتحانات.. وكلمة البيروقراطية مشتقة من الأصل الإغريقي " كراتس " ومعناها " سلطة المكتب ".. وبينما يعتقد الكثيرون أن البيروقراطية نظام فاسد إلا أنها في واقع الأمر تنظيم نموذجي لتأدية العمل علي أفضل وجه، لكن إساءة استخدامها من جانب كثير من الإداريين جعلها مرضاً من أمراض الإدارة، وهذا يتعلق بالبيروقراطيين أنفسهم.. فالبيروقراطية هي التي ساهمت في أن تقبع مصر في المركز قبل الأخير في جودة التعليم وهي التي حولت التعليم إلي مجرد روتين يومي.. ليتنا ندعم الكفاءات التي تستحق وننحي الروتين جانباً.