صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة السحر والفساد.. بالسلطة
اليوم يمر مائة عام علي مقتل الساحر جريجوري الشهير بالراهب راسبوتين.. بالتحديد ٣٠ ديسمبر ١٩١٦ استدرجه الأميران «يوسوبوي - وفلاديمير» أبناء عم قيصر روسيا وأزواج ابنتيه وقتلاه.. بعد أن سيطر بسحره ودهائه علي زوجة القيصر ونسائه.. وجميع رجال المال والسياسة في زمانه.. من وقتها ابتدع زعماء السحرة بالعالم هذا اليوم التاريخي لاجتماع سنوي للسحرة.. يناقشون فيه سبل سيطرتهم علي زعماء العالم وقادته وزعماء مؤسسات المال.. وأجهزة مخابرات العالم العظمي.. تعلم وتتابع اجتماع السحرة السنوي.. لاتقاء شرهم من ناحية.. ولاستخدامهم في أعمالهم الاستخباراتية والسيطرة علي الأعداء من ناحية أخري.
وفي مصر لسنا ببعيد عن هذا الأمر.. بل نحن غارقون فيه للركب والذقون.. وعن استخدام الأجهزة السيادية للسحرة في مصر.. ليس سراً نذيعه إنه تم علي يد العبدلله الفقير في عام ١٩٩٢ في حملة صحفية منفردة نفذتها أخبار الحوادث عن أحد السحرة وأسميته «قاهر العفاريت».. وقتها طلبت مني الأجهزة إرساله للقذافي لعلاجه من السحر وحتي يتم السيطرة عليه بدلاً من «شاويش» سوداني يسيطر عليه باسم العلاج بالقرآن..
ومن وقتها لم أنقطع عن متابعة العالم السري للسحر والجان إلي جوار عملي.. وحتي الآن مازلت أراقب رجال السلطة والمال والقادة وهم يتوافدون علي السحرة.. طلباً لإعانتهم وتحقيق أمانيهم في الحياة الدنيا..
وذهلت.. عندما اكتشفت ان جميع أعضاء حكومة نظيف.. وجميع رموز حكم مبارك الذين تم محاكمتهم.. وخرج بعضهم عادوا يترددون علي ساحر الشرقية الكبير الذين كانوا يذهبون له أيام السلطة ليعيدهم إلي النور في عهد الرئيس السيسي.. لا أدري كيف ان هؤلاء القوم مازالوا يبتعدون عن رب العباد.. ويلجأون إلي المشعوذ «أبوخليل الكبير» ليحقق أمانيهم رغم فشله في حياتهم من عاصفة ثورة ٢٥ يناير؟! أغرب ما تابعته من هؤلاء.. كان للأسف رئيس جهاز سيادي سابق في صحبة أحد شركائه صديقه رجل أعمال شهير وصاحب فضائيات شهيرة كانوا في زيارة «أبوخليل» لمعاونتهم في أن يكونوا ضمن المرشحين المعينين بالبرلمان.. ويترأسه رئيس الجهاز السيادي السابق..!!
ولم يكن غريباً علي أن أتابع مهزلة رئيس أحد الأندية الكبري.. وهو يسب «ساحره الخطير» المقيم في بشتيل.. لتأخره عن تلبية رغباته هذا الموسم ويهدده «انه محتفظ عليه بسيديهات» ولا يعلم ان الساحر الخطير.. غضبان عليه لعدم تسديد فاتورة انتخابات أخيرة.. أتابع هذه المهزلة رغم ان هذا المسئول.. لم يترك أحداً في مصر إلا واتهمه بأنه يلجأ للسحر والعفاريت..!
ولكن أخطر من كل هؤلاء.. هو من استطاعوا عن طريق السحرة والجان تولي السلطة حدث ذلك كثيراً في عهد مبارك لوزراء ومحافظين ومازال يحدث حتي الآن أخطرهم ما يجري حالياً مع أحد نواب محافظ هو من أنجح محافظي مصر.. ولكن النائب يعوق تقدمه من خلال ساحر خطير.. وقد كتبنا عن هذه الكارثة في العام الماضي.. وكشفنا شخصية ساحر يدعي «محمد شعبان» حاصل علي دبلوم تجارة.. هارب من قريته بعدة جرائم ومطلوب ومسجل جنائياً في ٢٨ قضية نصب وشعوذة يقيم في مكتب نائب المحافظ الكبير.. ويسيطر عليه بالسحر ويستخدمه يومياً في توقيع موافقات علي أكشاك وأراض ومحلات ويبيعها للمحتاجين باعتباره عملاً إنسانياً..!!
ولكن فوجئت بأحد رؤساء الأحياء.. يخبرني انه دخل للنائب يوقع له مذكرة لحصوله علي درجة وكيل الوزارة في العمل المحلي.. فساومه النائب بأنه لن يوقع له إلا بعد أن يوقع رئيس الحي علي «عدد ٢ كشك».. يتم بيعه بمائة ألف جنيه.. رفض رئيس الحي ذهب «لعادل لبيب» وزير الحكم المحلي يخبره بالكارثة.. فماذا حدث .. وللحديث بقية