المساء
عبد المنعم السلمونى
حروف متحركة أيها الصحفيون.. انتبهوا!!
أصيب الصحفيون الصينيون بالرعب. حول مستقبلهم المهني. بعد أن نشرت شركة تينسنت الصينية العملاقة لشبكات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. تقريرا اقتصاديا كتبه روبوت. وبدأت تساور هؤلاء الصحفيين المخاوف من أن أيامهم في المهنة أصبحت معدودة!
التقرير لا تشوبه شائبه. لافي الصياغة ولا في المعني ولا في النواحي اللغوية. وبثته الشركة عبر خدمة الرسائل الفورية علي بوابتها الإلكترونية. وهذه الخدمة واسعة الانتشار في الصين التي تشهد ثورة في مجال الآلات الأتوماتيكية.
ونقل الإعلام. عن أحد الصحفيين أن التقرير سهل القراءة. ولا يمكن تصور أن كاتبه إنسان آلي وليس ببشر.
قام الصحفي الروبوت. ويدعي "دريم رايتر". بكتابة التقرير باللغة الصينية وفي دقيقة واحدة. لكن يبدو أنه يواجه بعض المصاعب في تغطية أخبار المال الأساسية.
وتشير المواقع الإخبارية إلي أن موضوع التقرير الذي كتبه الصحفي الروبوت يدور حلو مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية.
ويقول الإعلام الصيني إن التقرير مكتوب بشكل جيد جدا. وأثار هلع الصحفيين حول مستقبلهم في مهنة الصحافة. أو حول انتهاء دورهم في صناعة الصحافة.
يستشهد التقرير بآراء المحللين حول مستقبل الاقتصاد الصيني. الذي بدأ يشهد تباطًا بعد عقود من الازدهار الكبير.
ويقول صحفي صيني. إنه قرأ عن هذا "المحرر الروبوت" منذ فترة طويلة. لكنه كان يتصور أنه يعمل فقط في أمريكا وأوروبا. وأنه كصحفي لم يستعد بعد للدخول في منافسة مع هذه الآلات.
وفي عالم الصحافة. يقوم الروبوت. منذ سنوات قليلة. بكتابه التقارير بلغة آلية باردة بعد تحليل البيانات الواردة إليه.
وبعد تعديل الروبوت ليكتب باللغة الصينية. وتبني شركة صينية عملاقة هذه التقنية فذلك يعني بداية عصر جديد فيما يتعلق بمن يكتب. أو ما الذي. يتولي كتابة الأخبار وغيرها من الأشكال الإعلامية.
ويري الخبراء والأكاديميون الصينيون أن كتابة القصص الإخبارية بلغة بسيطة في قوالب محددة ليس أمرا صعبا بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر. ويقولون إنه لا يوجد ما يمنع من استخدام اللغة الصينية في ذلك.
وفي مرات عديدة أثيرت ضجة حول الصحفي الروبوت. لكن ذلك كان يتركز في الولايات المتحدة. التي تشهد ملايين المقالات التي انتجتها وكتبتها ونشرتها أجهزة الكمبيوتر.
ومنذ 2012. تقوم شركة ناراتيف ساينس. في شيكاغو ببث نسخ من مقالات رياضية وتقارير اقتصادية. يكتبها الكمبيوتر. للمشتركين ومنهم الموقع الإليكتروني لمجلة فوربس وغيرها من الشبكات الإخبارية.
ويمكن لبرامج "السوفيتوير" أن تزود الروبوت بالنماذج التي يكتب علي غرارها وأن تقتبس الآراء من مصادر أخري كتلك الموجودة علي الإنترنت.
والروبوت الصحفي لا يحصل علي اجازة ولا يتأخر عن المواعيد المحددة. ويكتب مقالات محايدة. لا تلون بأغراض شخصية. تعتمد علي معلومات موثقة. ولا تزيد تكلفة الحصول علي المقال عن 7 دولارات في الولايات المتحدة. وفوق ذلك فإن هذه البرامج مصممة لاكتشاف الأخطاء والتعلم منها.
وتثور الانقسامات حول مدي ما يذهب إليه هذا الاتجاه ومتي يمكن الاعتماد علي الروبوت الصحفي بشكل كامل. البعض يقولون إن أمامنا بضعة عقود قبل أن تتسع قدرات الروبوت لتشمل العمل الإبداعي. كإجراء التحقيقات أو كتابة القصص الخبرية المشوقة.
ويري آخرون أننا علي أعتاب مرحلة يصبح فيها الصحفي البشري "موضة قديمة". عفا عليها الزمن!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف