الوفد
علاء عريبى
رؤي مشاكل أولادنا بدور الأيتام
قبل أيام تابعت حلقة معادة من برنامج العاشرة مساء، قدم فيها الإعلامي وائل الإبراشي فقرات عن مشاكل بعض دور رعاية الأيتام، على ما أتذكر في الإسكندرية والقاهرة الكبرى، وكانت الحلقات مفجعة ومؤلمة وموجعة للغاية، ضعفنا وانهرنا جميعاً أمام الوقائع المذهلة التي سمعناها، فقد حكي أولادنا فى دور الأيتام عن حياتهم البائسة داخل الدور، وعما يعيشون فيه يومياً من ضرب وإهانة، وتجويع، وسخرة، ومعايرة بأمهاتهم.
وقد انتهت الحلقة باتفاق الحضور والمتصلين على إنشاء مجلس أعلى للأيتام، يتكون من شيخ الأزهر، والمفتى، ووزراء الشئون، والشباب، والثقافة، والدفاع، والداخلية، والقوى العاملة، والبنك المركزي، تكون مهمة المجلس متابعة الحياة داخل الدور والخدمات المقدمة لأولادنا فيها، من مأكل، وملبس، ونظافة، وتعليم، وعلاج، وأيضا متابعة أوجه الإنفاق ومسار التبرعات المادية والعينية، وكذلك وضع الضوابط اللازمة لتوظيف أولادنا وتزويجهم وتسكينهم ومتابعتهم بعد الزواج.
ومع وجاهة الفكرة وتتضمنها بعض عناصر نجاحها، نرى أن إنشاء هذا المجلس لن يحل مشاكل أولادنا فى دور الأيتام بشكل قاطع، لكنه ربما قد يحد من الاستيلاء على أموال التبرعات، وقد يحجم من وقائع الضرب والتعذيب والتجويع والحرمان من التعليم، وربما قد يحسن من حياة أولادنا في دور الأيتام من حيث المأكل والمسكن والنوم والتعليم، لكنه في النهاية مجرد مجلس يتم تشكيله من بعض الشخصيات التي تتبع هيئات ووزارات بعينها، وهو ما يعنى أنهم سوف يعملون بقدر الممكن والمتاح على متابعة وخدمة أولادنا في دور الأيتام، ولن تكون متابعتهم بشكل يومى ولحظي مثل المقيم فى الدار.
والذى يتابع دور الرعاية عن كثب يعلم جيداً أنها تتبع وزارة الشئون الاجتماعية، ويعلم أيضاً أن الوزارة تخصص هيئة بعينها لمتابعتها، وللهيئة مجلس إدارة، ويعلم كذلك ان الهيئة تراقب النفقات والخدمة المقدمة من خلال مراقبين ولجان، ولأن المراقبة تعتمد على إيفاد لجان تفتيش ومتابعة للدور، فإن أصحاب الدور والعاملين بها يستعدون للزيارات بشكل جيد، فينظفون الغرف والمطبخ ويوزعون الملابس النظيفة على الأولاد، ويفرشون الأسرة ويضعون البطاطين اللازمة، والأهم من كل هذا يلقنون الأولاد ما يقولونه لأعضاء اللجان، ومن يتجرأ ويخالف التعليمات يتم تعذيبه أو حرمانه من الطعام أو الدراسة أو أنهم يطردونه خارج الدار، وفى روايات تلفق له تهمة سرقة أو مخدرات ويسلم لمركز الشرطة.
من هنا نرى أن فكرة إنشاء مجلس أعلى للأيتام قد يواجه نفس العقبات التي تواجهها لجان وزارة التأمينات، لهذا نقترح على الحكومة أن تبنى مؤسسة أو قرى على مساحة كبيرة لرعاية أولادنا الأيتام، تضم القرية دور حضانة، ومدرسة ابتدائية، وأماكن ترفيه، ومكتبة، ووحدة صحية، ومساكن تضم عدة مبان، واحدة للأطفال، والثانية للصبيان، والثالثة للشباب، والرابعة للفتيات، وان تسند إدارته والإشراف عليه القوات المسلحة، على أن تخصص سيدة من خريجات كلية التربية كأم لكل مجموعة لا تزيد علي أربعة أولاد، ترعاهم وتتابعهم منذ طفولتهم حتى تخرجهم وزواجهم، على أن تبنى الحكومة فى كل محافظة قرية للأيتام، ويتم التبرع لصالحها فى حساب أحد البنوك أو بإيصالات معتمدة فى القرية، واختيارنا القوات المسلحة للإشراف على هذه القرى وإدارتها بسبب ما تتصف به من انضباط وحزم، وهو ما قد يقضى بشكل كبير على المشاكل المؤلمة التي نسمع عنها ويعانى منها أولادنا فى دور الرعاية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف