الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية انفصال سيناء.. واستقلال النوبة!!
قضيتان ـ غير سد النهضة ـ تهددان الأمن القومى المصرى.. الأولى هى سيناء والمشروع القديم الجديد لفصلها عن الوطن ومنح أفضل أراضيها إلى الهكسوس الجدد، أقصد أهل غزة، لإنشاء دويلة فلسطينية عليهما معاً بعد عجز أهلها ـ وتشتت جهودهم ـ عن تحرير بلادهم فلسطين.. والثانية مشروع إنشاء دولة النوبة، فى أقصى جنوب مصر.
الأولى: فصل سيناء وإنشاء إمارة سيناء.. ولا عجب أننا اكتشفنا حتى الآن أكثر من 2000 نفق يتسلل منها الهكسوس الجدد الى داخل بلادنا ونقصد هنا هذا الشريط الحدودى الغنى بأراضيه الزراعية الخصبة من رفح شرقاً الى الشيخ زويد وحتى العريش غرباً، أى على امتداد يصل عمقه الى حوالى 50 كيلو متراً.. وهى المنطقة التى ترتكز فيها العمليات العسكرية ـ حتى الآن ـ وربما يكون هذا المشروع هو المرحلة الأولى مقدمة للاستيلاء على كل شبه جزيرة سيناء ومساحتها 61 ألف كيلو متر مربع.. حتى تصل الى مياه قناة السويس غرباً.. ليشاركونا فى عائداتها!! ولذلك يتحرك الجيش المصرى بشدة لمنع هذه الجريمة.. مهما كان الثمن.
<< الثانية: هى فصل منطقة النوبة المصرية من جنوب أسوان وحتى خط الحدود مع السودان، خط عرض 22 شمالاً.. ثم فصل المنطقة الشمالية من السودان، أى النوبة السودانية ليتم ـ على أرض النوبة المصرية والنوبة السودانية، إنشاء الدولة النوبية المستقلة ـ عن الدولتين!!
<< وفكرة استقلال النوبة المصرية نشأت ـ فى العصر الحديث ـ منذ إقامة مصر خزان أسوان لأول مرة عام 1898.. وزدادت الفكرة مع التعلية الاولي لهذا الزان عام 1912.. وزادت أكثر مع التعلية الثانية للخزان عام 1933.. ولكن الفكرة خرجت الى العلن منذ إنشاء السد العالى.... لماذا؟!
لأن قرى النوبة ـ وعلى امتداد قرن كامل ـ عانت كثيراً من مضار كل هذه المشروعات.. وما أصاب سكانها من ضربات وتهجير وراء تهجير الى حد الإقصاء، وبالذات بعد تمام غرق كل القرى النوبية وعددها 45 قرية تحت ما يعرف الآن باسم بحيرة السد العالى.
<< ومع توالى الإهمال الذى أصاب أبناء النوبة المصرية وكيف عاشوا رهينة الوعود والكلمات طوال هذه السنين، انطلقت دعاوى الاستقلال ووصل الأمر إلى حد أن من بين أبناء النوبة الذين هاجروا الى أمريكا وبعض دول أوروبا أن أخذوا يتحدثون صراحة عن استقلال النوبة، ما دامت السلطات فى القاهرة لم تهتم بمشاكلهم كما يجب ولم تستجب لفكرة عودتهم الى ما بقى من قراهم القديمة، فوق سطح مياه بحيرة السد.. وأخذوا يتحدثون عن اللغة النوبية.. وعن القومية النوبية، والفن النوبى.. وكيف حكمت النوبة مصر كلها لسنوات عديدة فى أواخر العصور الفرعونية.. وعن نفرتارى الأميرة النوبية التى تزوجها الفرعون العظيم رمسيس الثانى.
<< ووصل الأمر الى حد التهديد بعرض قضية القومية النوبية على الأمم المتحدة هنا تلقف كل من يريد شراً بالوطن المصرى، هذه الدعاوى وأخذوا يشعلون تحتها نيران الغضب.. والسبب طوال سنوات الإهمال التى عانى منها أبناء النوبة.
هنا يلتقى كل ذلك مع الإهمال والعزلة التى عانت منها سيناء لتصبح النوبة وسيناء قنابل موقوتة تهدد الأمن القومى المصرى فى مقتل وربما كل ذلك هو ما دفع الرئيس السيسى الى الحديث مؤخراً عن عودة أبناء النوبة ـ المهجرين قسراً ـ بعيداً، ليعودوا الى قراهم وأن يحصلوا ـ وهذا حق شرعى لهم ـ على حق التعويض الفعلى عما عانوه.. وان يعودوا الى قراهم حيث أرض الأجداد.. وقبورهم.
<< فهل نحن لا نتحرك إلا بعد أن يصبح الخطر تحت أقدامنا.. وهذا ما حدث فى سيناء.. وأيضاً فى النوبة.. بل وما يمكن أن يتكرر فى غرب الصحراء الغربية المصرية، من امتداد مشروعات التنمية الحقيقية الى هذه الواحات، وما مشروعات الفرافرة، إلا مجرد بداية.
فعلاً نحن لا نتحرك إلا بعد أن تقع الفاس فى الراس.. ولكن الأخطر هل نواجه دعاوى الدولة النوبية أيضاً بتحرك الجيش.. أم أن وضع النوبة يختلف عن وضع سيناء؟.
<< كلها مخاطر تهدد الأمن القومى المصرى.. فهل نتحرك الآن.. أم فات الأوان؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف