إذا لم تخوني الذاكرة اعتقد أن فكرة اصدار عدد اسبوعي لكل جريدة بدأت حينما اشتدت المنافسة بين الصحف في ديسمبر ..1996 علي أن تكون لكل جريدة يوم مستقل عن أيام الصحف الأخري.. بمعني أن تختار كل جريدة يوما لها في الاسبوع لاصدار العدد الاسبوعي.. واجتمع أصحاب الصحف في دار النقابة.. واختار كل صاحب صحيفة يوما ما فلم يختار أحد يوم الجمعة باعتباره أقل الأيام توزيعا فاختار الاهرام يوم الجمعة.. تلاه الاخبار يوم السبت من باب التحدي لليوم الذي يسبقه واختارت الجمهورية يوم الخميس.
اصبحت الاعداد الاسبوعية اعدادا لعوبه رشيقة مثل الراقصات وايضا عميقة ثقيلة مثل العقاد.. حرصت الصحف ان تكون اعدادها الاسبوعية مختلفة تماما عن العدد اليومي.. من أجل هذا كان للعدد الاسبوعي رئيس تحرير آخر غير رئيس تحرير العدد اليومي باعتبار ان رئيس تحرير الاسبوعي ومعه كوكبة من المحررين ذو الامكانيات الخاصة مشغولون طول الاسبوع بالبحث عن الجديد الطريف الضاحك الباكي الذي لن يجده القارئ في الصحف الأخري.
عشت هذه الفترة "الذهبية" في "الجمهورية" واذكر ان موسي صبري هو الذي نصح صلاح سالم بأن ينتزع.. نعم ينتزع الصحفي القدير إسماعيل الحبروك من روزاليوسف.. فهذا العدد الاسبوعي ينطبق علي الحبروك.. الصحفي الشامل يكتب في كل الأبواب الصحفية بأسلوب رائع.. ثم هو فنان أصلا.. صاحب أجمل اغاني عظماء الاغنية في ذلك الوقت.. وقد كان..
اذكر في أول عدد اصدره الحبروك ان طلب مني موضوعا رياضيا وايضا بعيدا جدا عن الرياضة!! حكاية صعبة للغاية.. طلبت من "شلتنا" اعضاء القسم الرياضي أن كل منا يفكر في بحر يوم واحد.. في اليوم التالي سألني الحبروك عن عنوان الموضوع.. ولم يكن أي منا قد اهتدي لموضوع رياضي وبعيد جدا عن الرياضة فقلت لحبروك.. عندي اقتراح لباب ثابت في الاسبوعي عن الاحداث الطريفة التي لابد أن تضحك منها طوال الاسبوع!! رحب الحبروك بالفكرة.. ولكنه مصر علي موضوع رئيسي للصفحة.. دقيقة "تبليم" وسكون.. قال الحبروك بعدها انا معي الموضوع واريد منكم مساعدتي فيه.. حديث لصلاح سالم مع الضظوي!! صلاح سالم الذي لم ير مباراة في حياته ولا يعرف أي شيء عن الكرة.. والضظوي الذي لم يقرأ جريدة في حياته ولم يستمع يوما لأية نشرة اخبار.. ضحكنا وتعانقنا.. كنا نحب عملنا ونحب بعضنا البعض!!!
كان الحبروك قد كتب بعض الاسئلة.. وأيضا الاجوبة وجلس معنا لنكمل الموضوع.. واقترحت يومها أن المصدر هو "مايسترو" الموضوع.. صور الوجوه وهي "مبلمه" وهي ضاحكة علي الاخر.. صور "زوم" علي رأي المخرجين..
* * *
تسألني: لماذا هذا الكلام اليوم؟!
أقول لك: إذا كنت قد قرأت آخر عدد خميس وعدد آخر قبله كان يغنيك عن هذا السؤال.. فقد رأي الأخ الكبير فهمي عنبه رئيس التحرير أن اشارك في العدد الاسبوعي مادمت مريضا طريح الفراش تقرأ وتكتب طول اليوم.. اكتب إذن للاسبوعي مثل زمان.. وقد كان.