السيد البابلى
رأي - تجاوزات إعلامية .. وإساءات لمصر
* لا هذا هو إعلامنا.. ولا هذه هي أخلاقنا.. ولا ما يقولونه يخدم مصر.. أو في صالح أي قضية.
وأحد السادة الأفاضل من الإعلاميين ظهر في برنامج فضائي يقدمه أحد نجوم المرحلة ليتحدث عن الخلاف مع دولة عربية تقود حملة ضد مصر. وتدعم بشكل مباشر وغير مباشر الإرهاب الذي تشهده مصر في الداخل وفي الخارج.
وكان مفترضاً أن يكون هناك حوار عقلاني يدعم ويؤكد للأشقاء العرب هذا الموقف العدائي لقطر. وأن يكون هناك رد أيضاً بلغة "محترمة" علي تجاوزات بعض الإعلاميين القطريين في حق مصر.. وهي تجاوزات حمقاء مرفوضة تؤكد وتعكس الدور القطري المشبوه.
وحاول الإعلامي الفاضل أن يقدم رؤيته وتحليله. ولكن كل ذلك ضاع عندما تحول فجأة من محلل إلي "شتَّام" وحيث لم يتوقف عن توجيه الشتائم "بابن ...." علناً وعلي الهواء. بينما مقدم البرنامج سعيد. ويبتسم ويضحك. وهو يستمع لشتائم يعاقب عليها القانون. ولا تتردد إلا في الشوارع وبين فاقدي السلوك.
وإذا كان البعض من الإعلاميين يعتقد أن هذه هي الوطنية والغيرة علي الوطن. وهكذا يكون الرد علي من يتجاوز في حق مصر. فإن هذا مفهوم بالغ الخطورة. ويسيء للدولة المصرية كلها. ويهبط بإعلامنا من الريادة والقمة إلي القاع. وهو إعلام سيكون كالدبة التي قتلت صاحبها.. فهو يهدم ولا يبني. يفرِّق ولا يجمع. ولا يدخلنا إلا في دوامات من الخلافات. ولا يزيد الأمور إلا تعقيداً.
وكارثة الكوارث أنه لا توجد جهة إعلامية في مصر. تتابع هذه التجاوزات.. وتتخذ قراراً بشأنها.. ولا يوجد من يتدخل أو يهتم لأن الكل لا يبحث إلا عن النجاة بنفسه. حتي وإن كان الثمن هو الوطن.
* * *
* أما الحرب الدائرة رحاها الآن بين جماعة الإخوان المسلمين. وحزب النور السلفي. فسوف تكشف الكثير من أسرار المرحلة السابقة عن حلفاء الأمس.
ويخطئ من يعتقد أن حزب النور أقل خطراً من جماعة الإخوان المنحلة. فحزب النور لو أتيحت له الفرصة مثل جماعة الإخوان لكان الوجه الحقيقي له قد انكشف. ولكنا قد شاهدنا مرحلة مثل حكم طالبان.. ولكانت مرحلة تحطيم التماثيل قد بدأت. ولأصبح صوت المرأة عورة.. فهؤلاء لا يتفاهمون.. ولا يستمعون لأحد.
* * *
والملحن مصطفي كامل. نقيب الموسيقيين كان من الشجاعة عندما تصدي بقوة وحزم للراقصة التي يمثل إقدامها علي محاولة دخول البرلمان إهانة للمجتمع كله.
وموقف مصطفي كامل يعكس استياء الكثيرين من صلافة و"بجاحة" هذه الراقصة التي لا تتورع عن استخدام لغة هابطة في الحديث. لا تليق بنساء مصر. ولا حتي بأهل الفن.
ولا نعلم لماذا تصر بعض الفضائيات علي استضافة هذه الراقصة. ومنحها الفرصة لتطل علي المشاهدين واستفزازهم.
فهل يستضيفونها لأن لديها ما تقوله.. أم لأن لها معارف وأصدقاء يمهدون لها طريق الظهور.. أم لأنها قد أصبحت مادة للسخرية و"التريقة".. والجواب طبعاً معروف.
* * *
أما الأربعة الذين نفذوا حكم الإعدام في كلب "الهرم". والذين أثاروا الرأي العام بوحشيتهم في القيام بضرب الكلب حتي الموت في مشاهد لا إنسانية. فإنهم نموذج لما يحدث في الشارع الآن من انتشار للفتوات والبلطجية. والخارجين علي القانون.
فاليوم نفذوا حكم الإعدام في كلب. وتلذذوا بتعذيبه. وشاهدوا الدماء تسيل منه. ولم يهتزوا أو يتأثروا.. وغداً لن يتورع غيرهم عن تأديب وعقاب إنسان بهذه الطريقة الدموية أمام الناس.. وعلناً!!
ولا يتوقع أن يتدخل أحد للدفاع عن الضحية المحتملة. لأن الناس لم تعد هي الناس. فالناس الآن تكتفي بالفرجة وتصوير الحدث "بالموبايل". وتكتفي بنشره علي "الفيس بوك" وتترك المهمة لمن يشاهد ويتأثر.. ويتأثر.. وكفاية علينا "الفيس بوك"!!
* * *
* والقمامة في شوارع القاهرة أصبحت أكثر من مشكلة.. وهي قضية بلا حل.. والأحياء انتابها العجز عن حل هذه المشكلة. فتركوا الناس في بعض الأحياء تختار الحل الأكثر ضرراً وهو حرق القمامة في الشارع للتخلص منها بعد أن فاحت الروائح الكريهة وانتشرت القطط والكلاب الضالة.
وإذا كنا نتحدث عن حملات لترويج السياحة "ومصر قريبة". فإن مصر يجب أن تكون نظيفة قبل أن يأتي السائح ليقوم يتصوير الأهرامات.. وأكوام الزبالة!!
* * *
* والداهية علي عبدالله صالح. رئيس اليمن السابق. وبطل المشهد السياسي المستمر. والذي نجا من الموت عدة مرات. فقد جمع خلال سنوات حكمه أكثر من ستين ملياراً من الدولارات. كما جاء في تقرير لمجموعة خبراء أسند إليهم مجلس الأمن مهمة تعقب ثروة علي عبدالله صالح.
وثروة عبدالله صالح مخبأة في أكثر من عشرين دولة!!
وستكون هذه الثروة التي نُهبت من أموال الشعب اليمني من نصيب هذه الدول. لأن الطُغاة ستلاحقهم جرائمهم إلي الأبد. حتي وإن حصلوا علي أحكام بالبراءة. ولن يكون في مقدورهم الاستمتاع بثرواتهم. لأنهم أيضاً لن يحصلوا عليها!!