الجمهورية
عبد اللة نصار
تساؤلات
هل لدينا شجاعة الاعتذار عن الأخطاء والجرائم والخطايا سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
هل يجب ان يعتذر من تدخل في غير اختصاص وشغل الرأي العام بأفكار براقة ثم انتهت إلي ما انتهت إليه مما يفقد المصداقية والثقة.
وفي تجربة إعادة تدوير زيت الطعام إلي وقود التي بدأتها وزارة التموين منذ ثلاثة شهور وتأكد انها لا تصلح.
وان نسبة الوقود بعد تدوير واستخلاص الوقود من الزيت المستخدم لا تزيد علي 15 بالمائة علي أقصي تقدير.
وان الزيت المستخلص من بقايا زيت الطعام لا يصلح كوقود ويلوث البيئة ويؤثر علي الموتورات التي يستخدم في تشغيلها ويتلفها.
من نحاسب هل نحاسب وزارة التموين وهل الأجدر ان نحاسب وزارة البترول ومعهد بحوث البترول الذي كان عليهما التصدي للفكرة من أساسها. واخضاعها للبحث العلمي.
هل تحولنا إلي اضحكومة أمام العالم من الكفتة وجهازها إلي زيت الوقود.
العالم كله يسند أي فكرة لأهل الخبرة والاختصاص ولا يجوز ان يعالج الطبيب البيطري بني البشر لمجرد انه يحمل لقب الطبيب وليس هذا حجراً علي الأفكار. فنحن نحتاج إليها في كل مجال ولكن ان تسند لأهل العلم والاختصاص في هذا المجال ولدينا معهد بحوث البترول ومعامل الهيئة العامة للبترول ولدينا أيضاً المركز القومي للبحوث أكبر قلعة علمية في مصر وربما في المنطقة كلها ولدينا كليات للبترول بها معامل متطورة وبعض كليات الهندسة بها معامل وخبراء لماذا نتسرع في تسوق أفكار لا يكتب لها النجاح.
أنا بحثت عن تكلفة تنفيذ التجربة الوليدة لتدوير زيت الطعام إلي وقود فهو مبلغ صغير لا يتجاوز 60 ألف جنيه انفق علي التجربة في بورسعيد ولكني أتحدث عن سمعتنا أمام العالم بعد ان نال التجربة الكثير من الأحاديث التليفزيونية والصحفية وانشغل الناس بها واعتقد العامة من الناس انهم علي وشك دخول مجال الاتجار في الوقود.
وهناك الكثير من الأخطاء تحتاج علي الأقل إلي الاعتذار والتصحيح ربما تكون النوايا طيبة ولكن لا يجوز الهرولة في خداع الرأي العام أو كبار المسئولين.
وقد تذكرت ما قاله وكيل وزارة التموين منذ عامين تعليقاً علي أزمة البوتاجاز التي عادت بقوة وبصورة مؤلمة عندما خرج علي الفضائيات ينصح المواطنين بتفادي أزمة البوتاجاز واستخدام خشب الأشجار وروث الحيوانات في إعداد الطعام كما كان يحدث في الارياف منذ سنوات طويلة.
نوع من التهريج أو الخداع أو التهرب من المسئولية.
ومن يقع في الخطأ عليه ان يعتذر ويغادر طوعاً أو قسراً من السلطة الأكبر.
فلا يجوز ان نظل أسري تجارب فاشلة وافتكاسات ليس لها مثيل وتعبر عن عدم الاستعانة بأهل الخبرة والاختصاص ولهذا علينا ان نحترم عقول الناس والابتعاد عن زرع عدم الثقة في الجهاز الحكومي.
وتجربة توليد الوقود من زيت الطعام المستخدم هي مسئولية وزارة التموين وصمت وتهاون وزارة البترول ومراكزها العلمية.
وهو تضامن في الخطأ والمخطيء يجب ان يحاسب كما تعلمنا في أهم مبادئ الحكم ومسئوليات الدولة وكبار العاملين فيها.
أنني أناشد المهندس رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب ان يغضب ويحاسب اثنين من وزرائه علي هذا الخطأ ويطلب منهم التفرغ لأزمة البوتاجاز والتخفيف منها لانها كادت تصبح كارثة وتزرع الغضب والإحباط في النفوس نتيجة العجز في التعامل معها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف