الجمهورية
حسن الرشيدى
كلام محظور - الإخوان.. و"العفن" الإداري
لست من أبناء الهيئة لكي أعلم من هم العناصر الاخوانية داخل الهيئة..!
هذا ما يقوله السفير صلاح عبدالصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.. لأنه ليس من أبناء الهيئة التي كتب عليها أن يأتي لها رئيس من وزارة الخارجية ليس له علاقة بالعمل الإعلامي.. ولا يعرف قدرات الإعلاميين بها.. ولا يدرك خبايا وخفايا قطاعات تلك الهيئة التي فشلت في أداء مهامها الأساسية في تحسين صورة مصر بالخارج أو تصحيح المفاهيم المغلوطة..
كتب علي تلك الهيئة أن يتناوب علي رئاستها سفراء من وزارة الخارجية.. لتكون محطة أو استراحة.. حتي يتولي السفير مسئولية سفارة أخري في الخارج.. وتاريخ الهيئة يؤكد ذلك.. وهو ما يثير احباط آلاف العاملين بتلك الهيئة التي تضم بعض الإعلاميين الأكفاء الذين يجيدون لغات أجنبية متعددة.. ولكن لا أمل لهم في تولي رئاسة الهيئة.
وكل سفير يتولي رئاسة هيئة الاستعلامات.. عندما يسأله أحد عن ضعف مستوي المستشارين أو الملحقين الإعلاميين في بعض المكاتب الخارجية.. يقول إنه تم تعيينهم واختيارهم قبل توليه المنصب.. فهو لا يعلم عنهم شيئاً..
الغريب أن كل سفير يتولي رئاسة الهيئة يعبر عن عدم رضائه في العمل بالهيئة وينفض يديه من ضعف الأداء.. أو الفشل في مهام الإعلام الخارجي.. وغالبية السفراء الذين تولوا مسئولية الهيئة... عبروا عن عدم اقتناعهم بالعمل بالاستعلامات.. بينما معظم العاملين أيضا يعبرون عن غضبهم لتولي أمورهم سفراء من وزارة الخارجية لا ينتمون للهيئة يعبر عن عدم رضائه في العمل بالهيئة أو يفهمون طبيعة العمل ومشاكله.. ويظل الحال علي ما هو عليه.. والخاسر مصر.
وما يحدث في هيئة الاستعلامات.. يجري في هيئات ومؤسسات أخري في المجتمع.. يتولي رئاستها شخصيات تسقط عليها ب "البراشوت" ليجد العاملون أنفسهم أمام أمرين الخنوع والانصياع وفي قلوبهم ضغينة.. أو الرفض والاحتجاج وبدء معركة الصدام.. خاصة اذا كان القادم إليهم.. لا يتمتع بخبرة القيادة واحتواء الآخرين.
ورغم ذلك.. فإن هناك هيئات وشركات لا تصنع أو تفرخ كوادر قيادية.. قادرة علي إدارة العمل.. ولا يصلح لها إلا قيادات من جهات أخري أثبتت نجاحها.. وصناعة كوادر جديدة لديها مواصفات القيادة.. وتنحاز للكفاءات.. ولا تقبل المجاملات والوساطة.. وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. وهو ما نفتقده حالياً في مواقع عديدة ومهمة.. اننا نحتاج لثورة إدارية.. ومنظومة تفسح المجال للكفاءات بعيداً عن الروتين والبيروقراطية وحالة "العفن" التي أصابت الهيكل والجسد الإداري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف