الصباح
كمال الهلباوى
خطابات الرئيس
الرئيس يدعو حتى فى كلماته فى المناسبة الدينية مثل الاحتفال بمولد النبى عليه الصلاة والسلام - يدعو إلى أساس التقدم والتنمية العظيمة، بدءًا بالتنمية فى الصحة والتعليم والمشروعات الوطنية الأخرى، وهو بذلك يدعو إلى التفوق، وحسن صناعة المستقبل، ومشاركة العالم فى الحضارة الإنسانية أو يدعو إلى أستاذية العالم فى القيم والمبادئ، لأننا تأخرنا عن العالم كثيرًا فى الماديات والتقنية وأنواعها المختلفة، والأساس المتين هو القيم والأخلاق والأمن. جميع أصحاب الأديان السماوية يؤمنون بالحياة فى هذه الدنيا وفى الآخرة، إلا الناكرين المنكرين أو الذين ضلوا الطريق.
يقول القرآن فى ذلك «يَا أَيُّهَا النَّبِيُى إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا». والله لو اتبعنا أو طبقنا قيم الإسلام أو اليهودية، كما نزلت على (سيدنا موسى) أو المسيحية كما جاء بها، (سيدنا عيسى) عليهما وعلى نبى الإسلام السلام، لما وجدنا قضية مثل فلسطين، إذ أن الصهيونية القائمة، وكذلك ربيبتها إسرائيل، ليست هى اليهودية، ولا هى قيمها فى شئ. لا يمكن عقلًا ومنطقًا وطبعًا شرعًا، أن يكون سيدنا موسى عليه السلام، قد جاء ليطرد، هو ومن وراءه من أتباعه، الناس من أقطارهم وبيوتهم التى ولدوا فيها، وما جاء سيدنا موسى عليه السلام ليطاردهم ويقتلهم، ويشردهم ويحرق حقولهم، ويقطع أشجارهم ويسجنهم، وينكل بهم كما يفعل الصهاينة اليوم فى فلسطين، ذلك الوطن المحتل من العصابات الصهيونية (إسرائيل) التى كانت تسمى إلى عهد قريب حتى فى الأمم المتحدة، ولا تزال تعرف، بالمستوطنات.
يقول أمير الشعراء - أحمد شوقى - فى ذلك :
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ *** فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
من أهم ما دعا إليه الرئيس السيسى فى الاحتفال بالمولد فى العام الهجرى الماضى، السعى إلى تجديد الخطاب الدينى حتى يتناغم مع عصره، والتأسى برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والسعى إلى تدبر السيرة كاملة، لأنها دستور للإنسانية. كما دعا إلى نشر قيم العدل والمساواة، كما دعا الرئيس فى خطبته إلى ضرورة مقاومة الظواهر الإرهابية التى يرفضها الإسلام تمامًا، وهو الدين المبنى على الإحسان فى القول والعمل وإصلاح التعليم بل والحياة كلها. كما أكد ضرورة دعم الخطاب الدينى الوسطى مع محاججة العلماء يوم القيامة أمام أى سلبيات. أما أهم ما دعا إليه الرئيس فى العام الماضى فهو الثورة الدينية، ثورة ضمير، وثورة أخلاق، وثورة على النفس، حتى تبنى الإنسان المصرى، فى ضوء القدوة الحسنة، النبى الأكرم محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ».
وفى هذا العام، وفى مناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، أثار الرئيس نقاطًا مهمة، لتأكيد ما سبق قوله، فأشار إلى ضرورة الاقتداء بخلق الرسول الأعظم فى شتى مناحى الحياة - صلى الله عليه وسلم -، ومنها قيمة الحرية، وأسس التعايش السلمى، وإتقان العمل، والتفانى والاجتهاد، حتى تأخذ الأمة مكانها اللائق بها. ودعا إلى استمرار جهود تصويب الخطاب الدينى وفى مقدمتها التسامح والتراحم والبناء والتعمير والتعاون، ونبذ العنف والتآمر والتدمير والفرقة، واعتماد العقل والفكر والتدبر، وتطبيق أساليب مقتضيات العصر، ودعا إلى الاهتمام بالمواطن وتوفير السلع اللازمة وترشيد الأسعار والاهتمام بالفئات الأولى بالرعاية.
خطاب الرئيس السيسى استراتيجى، وجميل، أن يأتى من القيادة فلذلك أهميته. ولكننى أدعو إلى لجنة تعنى بهذا الأمر كله، لتفصيل ما يدعو إليه الرئيس، ومتابعة التنفيذ، عبر خطط دقيقة وتقويم أدق، حتى لا يهمل أحد فى أداء واجباته وإحداث التغيير المنشود.
والله الموفق
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف