أحمد جلال
المشير والأهلى والأولتراس
كان اعتذار الكابتن عبد العزيز عبد الشافى «زيزو» رئيس قطاع الكرة فى النادى الأهلى، للقوات المسلحة وجهاز الشرطة، عن تجاوزات جروب أولتراس أهلاوى، أمرًا يعكس شجاعة الرجل، الذى فعل ما لم يجرؤ على مسئول فى القلعة الحمراء على مدار عامين، اكتفوا خلالها بلطم الخدود، وشق الجيوب، والصراخ فى البرية، عن رفض الأمانة العامة للقوات المسلحة، استضافة مباريات الأهلى المحلية والإفريقية، من دون أن يفكروا فى احتواء الأزمة التى تسبب فيها بعض أعضاء الجروب، ممن يصرون على التجاوز بحق المشير طنطاوى، والزعم بأن مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 72 مشجعًا، كانت مدبرة من المجلس العسكرى، رغم أن بعض قيادات الجروب، كانوا وقود شرارة هذه المذبحة، ثم فروا هاربين ليضعوا 72 شهيدًا كبش فداء، لهذه الجريمة البشعة، التى ما زالت عالقة فى الأذهان، ومع تورط الجروب فى تجاوزات لا تليق خلال مباراة الأهلى وتوسكر الكينى فى دورى أبطال إفريقيا، وتصميم دخلات وبنرات غير لائقة، بحق رجال القوات المسلحة، ورجال الشرطة، وعلى رأسهم المشير طنطاوى، كان طبيعيًا أن ترفض الأمانة العامة للقوات المسلحة، استضافة أى مباراة للأهلى، ولم يفكر أى مسئول فى القلعة الحمراء، فى كيفية فرملة تجاوزات الجروب، بل كان الإطراء عليه، مع كل موقف ماركة مسجلة، بدلًا من إحقاق الحق، بمعنى تقييم التصرفات بشكل يعكس شجاعة القيادة، ومدح السلوكيات المحترمة، والتوقف بحسم عند التجاوزات، ومحاولة إنهاء الأزمة، بدلًا من تجاهلها بين الحين والآخر، ثم سرد قصائد المديح، فى إخلاص الأولتراس مع كل موقف يتطلب منهم مساندة الأهلى، ما كان يعكس موافقة ضمنية على إهانة رموز الدولة، من جانب قيادات القلعة الحمراء!!
«زيزو» قرر كسر حاجز الصمت، بصرف النظر عن منع الأهلى من أداء مبارياته على الملاعب العسكرية، وقدم اعتذار الفرسان للمشير ورجال القوات المسلحة، ورجال الشرطة، حتى يزيل هذا الجفاء، الذى صنعه مسئولون لا هم لهم، إلا كسب ود الجماهير، سواء كانوا على حق أم كانوا غير ذلك.
ورغم أن بعض أعضاء الجروب هاجموا «زيزو» وقالوا إنه لا يعبر عن الأهلى، وتساءلوا عن منع ناديهم من أداء مبارياته على الملاعب العسكرية، التى «شيدتها الدولة بفلوس الشعب»، فإن هؤلاء حاولوا أن يخلطوا الأوراق، لأن المؤسسة العسكرية، لم تقتطع من «فلوس الشعب»، كى تشيد ملاعب رياضية، كما يحاول هؤلاء أن يصوروا، و«الشعب» الذى يتحدث عنه هؤلاء، ويُنصّبون أنفسهم محامين عنه، يرفض الإساءة لأى شخص خدم بلده، وتحمل من أجلها ما لا يحتمل، وتولى قيادة البلاد، فى ظروف دقيقة، ولم يطمع فى سلطة، وتخطى بمصر، مرحلة ما بعد تنحى مبارك، وسط أهوال تفوق طاقة الجبال.
المشير طنطاوى لم يكن ينتظر اعتذارًا من أحد فى الأهلى، لكن تصرف «زيزو» يعكس قدر وقيمة الرجلين، وربما لا يعرف كثيرون أن المشير طنطاوى، لم يطلب منع الأهلى من أداء مبارياته على الملاعب العسكرية، لكنه مع تصرف «زيزو» الحضارى طلب من بعض المسئولين إعادة النظر فى قرار عودة الأهلى للملاعب العسكرية، وهو الأمر الذى ربما يتم الإعلان عنه بدءًا من الدور الثانى، لكن هل تستفيق الجماهير، وتنبذ من بينها هؤلاء الذين استباحوا التطاول على رموز خدمت مصر؟