المعلومات ليست صادرة عن مؤسسة أو وسيلة إعلام عربية بحيث تعاني شبهة التحامل أو التمني بأكثر مما تعتمد علي التوقعات التي تزكيها بيانات وأرقام ودراسات متعمقة.
مصدر المعلومات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نقلتها عنها مواقع إعلامية عالمية قصرت ما نشرته علي ما ذكرته السي آي إيه. لم تضف بما يحرف المعلومات أو يضخمها.
الملخص ـ كما قال التقرير السري للمخابرات المركزية الأمريكية ـ انه من المشكوك فيه بقاء إسرائيل بعد عشرين عاما وأكد التقرير انه بدون عودة لاجئي 47 و48 من عرب فلسطين. لن يكون هناك حل دائم وثابت في المنطقة وعودة اللاجئين إلي أراضيهم المحتلة سيؤدي إلي رحيل ما يقرب من مليوني اسرائيلي عن المنطقة إلي الولايات المتحدة خلال الخمس عشرة سنة القادمة كما تنبأ التقرير بعودة ما يزيد علي مليون ونصف مليون اسرائيلي إلي روسيا وبعض دول أوروبا.
يشير الواقع الحالي للكيان الصهيوني إلي بضع نقاط أولاها ان ما يزيد علي 500 ألف مواطن اسرائيلي يحملون جوازات سفر أمريكية. ثلاثمائة ألف منهم يعيشون في كاليفورنيا وهم يحرصون علي استخراج جوازات سفر أمريكية وغربية إضافة إلي جوازات سفر الدولة التي يعيشون فيها.
التنبؤ بمصائر الدول ـ حتي لو كانت دولاً معادية ـ لا يخضع للأمنيات وإنما للتوقعات المستندة إلي استشراف حقيقي لصورة المستقبل.
سبق للمخابرات المركزية الأمريكية أن تنبأت بالسقوط التراجيدي غير المتوقع للنظام العنصري في جنوب افريقيا. كما تنبأت بتفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتي وتحولها إلي دول مستقلة وهو ما حدث بالفعل. بل ان بعض هذه الدول ـ مثل أوكرانيا ـ تعاني الآن علاقات متوترة مع موسكو.
لم يكن سقوط نظام الحكم العنصري في جنوب افريقيا وارداً ولم يكن تقسيم دول الاتحاد السوفيتي في تصورات المشتغلين بالسياسة. لكن التوقعات أثبتت صحتها في مستقبل البلدين ـ كما نعرف ـ ان السي آي إيه ليست مجرد متنبئ. انها فاعل أصيل في وضع المخططات التآمرية ومحاولة تنفيذها.
ولعل إعلام عدد من قيادات الكونجرس الأمريكي بهذه المعلومات ما يبعدها عن مجرد التخمين ويضعها في إطار الحقائق المستقبلية.