الدكتور سيد القمنى يعود للأضواء من جديد بعد سنوات من الغياب، وكما هو فى كل مرة يظهر يثير الجدل ويفتح بابا للتشكيك، ويصدر احكاما دون اعتبار لمكانة المؤسسات الدينية أو علماء الدين .
ويزعم القمنى، أن الفتوحات الإسلامية فى عهد عمرو بن العاص، لم تكن بغرض الدعوة ونشر الإسلام، بل بغرض ما وصفه بـ«الاحتلال».
ظهوره المفاجىء عقب صدور حكم القضاء بسجن الداعية اسلام البحيرى فى تهمة ازدراء الأديان، وهو يعلم أن الحكم قضائى والطريق لرفعه يجب أن يكون بالطرق القانونية والدستورية وليس بالحديث عن صواب أو خطأ ما قاله البحيرى.
والسؤال لماذا ينشط هذه الأيام الدكتور سيد القمنى ويهاجم الأزهر الشريف؟ هل موضوعية العالم الذى ترى أشياء تستوجب التصويب؟ أم العودة للاضواء؟ أم نظرية أنا الذى أعرف وغيرى لا يعرفون.
هو يتعامل مع السلف الصالح كما لو كان محسوبا بالاسم على مؤسسة الأزهر وليس على التاريخ الإسلامى.
هذا المشهد يذكرنى بحوار أجريته نهاية التسعينيات مع الدكتور عبدالصبور شاهين- فى منزله الجديد وقتها بمنطقة حدائق الأهرامات -وبذكر سيد القمنى ومقارنته بالدكتور حامد نصر أبوزيد قال شاهين يرحمه الله «إن سيد القمنى اخطر عشرات المرات لأنه يضرب على الجسم بجريدة نخل بشوكها» وقال إن آراءه فى الدين بعيدة تماما عن موضوعية الباحث .
قد يكون الدكتور سيد القمنى قارئا مهما للتاريخ الإسلامى نجح فى أن يلفت الأنظار، ويشد اهتمام البعض، لكن ما الذى يراه من أجل مصلحة الإسلام؟ غير تلك الصور التى يصدرها وهى لا تفيد، وما الرسالة التى يهدف إلى نشرها ؟
هل يريد أن يقول إن ثوابت الدين الإسلامى التى تعيش فى قلوب المسلمين ليست بالصورة التى خبرها العالم الإسلامى؟ وأن الدكتور القمنى وحده يعرف الحقيقية .
ما أسهل أن يفتح المرء بابا للجدل والنبش فى القبور، غير ان رسالة العالم هى الدعوة بصحيح الدين دون تطرف فى الرأى أو الفكر، ودون تجريح واعتبار من لا يقر بهذا المنطق هو مخالف وجاهل .
والحفاظ على صحيح الدين رسالة لا علاقة لها بمن هو الشيخ أو من الإمام .