دون لف أو دوران، وبعيدا عما نشر بالصحف والمجلات أو اذيع بالإذاعات والفضائيات من مجاملات ورياء ونفاق عن إنجازات تحققت على الورق فى عام 2015، فليسأل كل منا نفسه، وضميره حاضرا أمامه، مهما كان منصبه أو وظيفته، ماذا قدم من عمل حقيقى للوطن واستفاد منه المواطن؟ باعتباره موظفا يتقاضى أجرا حتى إذا كان غير مرضى، ويجيب عن هذا السؤال بهدوء وبدون مبررات.
أعرف جيدا أن البعض سيؤلمهم ضميرهم، وأن الكثيرين لن يجدوا إجابة حقيقية عن السؤال، بل وسيجدون أنفسهم غير قادرين على الوقوف أمام ضمائرهم، ومنهم من سيطلقون الأعذار والاتهامات على الآخرين، حتى يغرق الجميع أمام المحاسبة والمكاشفة، فلا يجد دورا حقيقيا أداه لمصلحة الشعب، أو لتطوير الحياة للأفضل.
ليس معنى ذلك أن ليس هناك من عمل واجتهد وأنجز، حتى لا نظلم أحدا من الناس ولو القليل منهم، ولكن هذه الإنجازات تاهت واختفت بين حالات الفشل المستمرة لقضايا قديمة حديثة غلبت الجميع، ولم نستطع تغييرها ليشعر بها المواطن.
الروتين والبيروقراطية يعششان فى جميع الأجهزة، والمواطن مازال غارقا فى أوراق تطلب منه للحصول على الخدمة، والبقشيش المقنن مازال مفروضا، والشوارع تحيطها القمامة من كل جانب، وانقطاع المياه وطفح المجارى، والمرور معاناة المواطن اليومية، وفشل تغيير منظومتى التعليم والصحة، والوساطة والمحسوبية تسيطران على العقول، واستمرار أزمة الأخلاق وغيرها من القضايا.
مازال الحل فى أيدينا، فهل قبل أن ينقضى عام 2016 نقرأ ونسمع ونشاهد إنجازات حقيقية أم ستستمر حالة «أكذب وتجمل»؟!.