سناء السعيد
بدون رتوش كيف الخلاص من الضياع..؟
حالة ضياع سادت الأمة العربية، فغرقت دولها فى مستنقع العنف والتطرف ومشاريع الحرب الأهلية التى أكلت الأخضر واليابس. عم الحزن وشاع اليأس فى النفوس من جراء ما تتعرض له سوريا واليمن والعراق وليبيا ولبنان ومصر. غابت النسمات الرطبة الندية. حل الخوف من جراء الترويع الذى فرضه ارهاب داعش والنصرة وأنصار بيت المقدس والقاعدة وجيش الاسلام وأحرار الشام، فالجميع من رحم الاخوان المجرمين الذين أضاعوا الدول العربية بجهلهم وسفههم وعبثيتهم المقيتة. ويثور السؤال: أين الخلاص من هذا الضياع؟ وتتطلب الاجابة معرفة الأسباب التى قادتنا إلى الضياع وهنا أستدعى الأبيات الشعرية التى قالها الامام الشافعى:
نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب .. ويأكل بعضنا بعضا عيانا
فالعيب فينا وليس فى الزمان، فنحن من فرطنا فى مقدراتنا عندما استسلمنا لأمريكا الشيطان الأكبر ولشروط اذعانها وفوضناها حل قضايانا وإدارة شئوننا. وكان من الطبيعى أن تستغل الوضع وتدلف إلى المنطقة عبر بوابة الارهاب لتشيع الفوضى وينعدم الاستقرار. والعيب فينا وليس فى الزمان عندما انبرت دول عربية فى تفتيق الثغرات ضد سوريا إلى حد التآمر لاسقاط النظام فيها. ومن ثم بذلت الجهود من أجل ذلك من خلال حشد الارهابيين ضدها ودعمهم بالسلاح والمال كى يتم تسليطهم عليها لتتحول إلى ساحة يرتع فيها الارهاب والصراعات. الغريب أنها على حين تفعل ذلك مع سوريا تتبنى النقيض مع اليمن إلى حد التدخل عسكريا بدعوى الدفاع عن شرعية النظام. ونتساءل لمصلحة من يكون هذا؟!.
ما يحدث فى المنطقة من مؤامرات يستدعى لى عاهل السعودية الملك الراحل «عبدالله بن عبد العزيز» طيب الله ثراه ، فلقد سألته يوم أن كان وليا للعهد فيما إذا كان بامكانه طرح مبادرة من أجل وحدة الصف العربى؟ فقال سموه: (سأكون قادرا على تمرير مثل هذه المبادرة شريطة أن يساعدنى الآخرون وأن يكونوا مؤهلين للعمل بها). ولا شك أن جلالته كان محقا فيما قال، فلقد عودتنا دول العالم العربى على تفتيق الثغرات لبعضها البعض بل والتأليب ضدها فى معرض التنازع على الزعامة أو الرغبة فى الاستئثار بالموقف وابعاد الآخرين كى يتسنى لها الظهور بمظهر ولى الأمر الذى جمع النفوذ والسؤدد والذى يجب أن يقود الركب وأن تنصاع له كل الدول العربية. وينسى هؤلاء أن الخطر داهم ولن يكون هناك أحد بمنأى عنه. ومن ثم على العالم العربى الإفاقة وإلا سيداس بالأقدام.....