علاء عريبى
رؤى مذكرات مريض بالتأمين الصحي
العلاج فى التأمين الصحي أو على نفقة الدول يجب أن يكون مثل الهواء والماء، متاحا لكل مواطن بالمجان فى الظروف الطارئة، وبنسبة بسيطة ورمزية فى الأيام العادية، وبالمجان لغير القادرين، ويجب أن يكون متاحا في أي مدينة وفى أى مستشفى أو مركز طبى خاصا أو حكوميا، فلا يتقيد المريض بمستشفى بعينه، الأقرب لمسكنه أو لعمله أو للشارع المتواجد فيه يميل عليه ويسدد نسبته الرمزية فى الكشف ويعرض على الطبيب ويصرف الدواء، ولا يطالب المريض أو أسرته بإنهاء أوراق من وزارة الصحة أو من هيئة التأمين، إدارة المستشفى الخاصة أو الحكومية تخطر هيئة التأمين الصحى برقم بطاقة المريض ويتم التنسيق بينهما علاجيا وماليا.
هذه الاقتراحات أتقدم بها بناء على خبرة شخصية، أحكى لكم بعض تفاصيلها، فى عام 2005 أصبت بذبحة صدرية، نقلت إلى مستشفى دار الشفاء، وتم اسعافى فى الاستقبال بمذيب الجلطات وموسع للشرايين وأدوية مسيلة للدم، وطلب المستشفى أن أبحث عن سرير فى غرفة عناية مركزة لأن غرفتها «كومبليت»، حملت فى سيارة تاكسي وبدأت رحلة البحث عن غرفة عناية مركزة بداية من أذان الفجر وحتى العاشرة صباحا، وانتهى الركب عند مستشفى خاص بالدقى، نقلت إلى غرفة وحضر الطبيب فى الثانية ظهرا وكان أستاذا كبيرا، وبدأت المساومة.
ــ أنت مصاب بذبحة وتحتاج لدعامة أو أكثر.
ــ بكام الدعامة؟
ــ حوالى 11 ألف جنيه.
ــ كم؟
ــ ده غير أجرة المستشفى.
كانت الزميلة العزيزة سناء مصطفى أيامها المسئولة بالجريدة عن وزارة الصحة، أجرت بعض الاتصالات، وحضر معها الزميل أحمد الأسواني المسئول عن التأمين الصحي، وكنت أيامها مشتركا فى التأمين الصحي، وفى مشروع علاج نقابة الصحفيين، وقررنا الانتقال إلى معهد القلب، حضرت سيارة إسعاف ونقلنا إلى المعهد فى إمبابة، وكانت العقبة في علاجي تتمثل في موافقة التأمين الصحي على تسديد قيمة الدعامات، ويومها أنهت العزيزة سناء مصطفى، والعزيز الأسوانى أوراق التأمين، حيث انتقلوا إلى مقر التأمين بمصر الجديدة، وحصلوا على ورقة بالموافقة، ونقلت إلى العناية وأجريت فى اليوم التالى الجراحة، وتم تركيب دعامتين صناعيتين فى الشريان التاجي، بعد أن تماثلت للشفاء، أجريت بعض الفحوصات، واكتشفت اصابتى بفيروس سى، كيف؟، قيل خلال تركيب الدعامة، اتجهت إلى معهد الكبد، والتقيت د. وحيد دوس، وطلب منى إجراء العديد من الأشعة والتحاليل لكى أحقن بالانترفيرون، كما طلب منى موافقة التأمين الصحي، فقمت بإجراء أغلب التحاليل والأشعة المطلوبة على نفقتى الخاصة تسريعا للإجراءات، وحجزت موعدا بمستشفى التأمين الصحي المدون بالبطاقة الصحية، لأخذ عينة كبدية، وبعد فترة من الإعداد والحصول على موافقات التأمين الصحى، بدأت رحلة الانترفيرون، وحذروني خلال فترة الحقن من الآثار الجانبية، بعد تماثلى للشفاء بحمد الله بفترة شعرت بآلام فى الصدر، ونقلت بسيارة الإسعاف إلى مستشفى هليوبوليس المجاور للمنزل، واتضح انه فقير فى كل شىء حتى فى العلم، فقد شخص الأطباء الحالة بنزلة شعبية حادة، واحتجزت لمدة ثلاثة أيام، كلما دخل طبيب لفحصي كتب علاجا مختلفا، بعد أيام من خروجي عاودت الأزمة، وطلبت نقلى إلى وحدة شريف مختار بالقصر العينى، وهناك رفض الأطباء دخولى لعدم وجود سرير بالعناية المركزة، وطلبوا منى عدم السير على قدمى، استنجدنا بالزميل والصديق العزيز زكى السعدنى، واتصل برئيس الجامعة آنذاك د.حسام كامل ودخلنا بفضل هذا الرجل العناية المركزة.وللحديث بقية.