الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية جذور العداء الإيراني.. للسعودية
يخطئ من يعتقد أن العداء الإيراني- في الشرق- للسعودية ودول الخليج، غرب الخليج العربي، هو وليد هذه الأيام.. بل هو بدأ منذ اليوم الأول لبزوغ الإسلام، وبالذات منذ القادسية الأولي التي قضت علي الامبراطورية الفارسية.. ولقد مر هذا العداء الفارسي الإيراني للعرب وللسعودية بالذات بعدة مراحل سواء في عهد الامبراطورية وبالذات الشاه محمد رضا بهلوي أو في عهد ثورة «الخوميني».. ولا ننسي هنا أن دول الخليج والمنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، فتحت أراضيها ليعيش فيها مئات الألوف من الإيرانيين ليعيشوا فيها.. ويتاجروا، حتي وجدنا عائلات كبيرة تحمل أسماء فارسية إيرانية، وجذوراً قديمة من شرق الخليج.. وأصبحت من كبار الأثرياء.
<< ثم زادت موجات العداء الإيراني، مع ثورة «الخوميني» وما أعلنه زعماء هذه الثورة من تصدير مبادئ ثورتهم غرباً، أي إلي الشاطئ الغربي للخليج العربي وما تبع ذلك حتي استغلوا مواسم الحج والعُمرة لإثارة القلاقل في السعودية بالذات، بحكم انها تقود دول مجلس التعاون.. بل أري أن فكرة هذا المجلس نبتت عقب اندلاع ثورة «الخوميني»، أي ليكون هذا المجلس حصناً وقلعة تتصدي للأطماع الفارسية، في الأرض العربية.. وهل ننسي هنا أطماع شاه إيران- محمد رضا بهلوي- في أرض البحرين، وكانت هذه الأطماع من أسباب عدم انضمام البحرين إلي اتحاد الإمارات العربية عام 1971.
<< واستغلت طهران فتح دول الخليج أراضيها أمام الإيرانيين للعمل فيها سواء كانوا من كبار التجار.. أو حتي من صغار البسطاء الإيرانيين وأصبحوا يكونون أكبر الجاليات الآسيوية، في كثير من هذه المناطق العربية، وسيطروا كثيراً علي مظاهر النشاط التجاري فيها.. وكان ذلك عبارة عن «جرس إنذار» لهذه الدول العربية.
وللأسف استغلت طهران هذه الجاليات في العمل السياسي ضد أمن كثير من هذه الدول.. تحركهم قيادات «الملالي» في قم.. وقيادات الحرس الثوري الإيراني، وإذا كانت طهران قد حولت- في العشرين عاماً الماضية- شعائر الحج إلي مكة والمدينة إلي مظاهرات سياسية تحت شعارات دينية وسيرت المظاهرات خلال شعائر الحج فإن كثيراً من الجاليات الوافدة من إيران.. أو تلك دائمة الإقامة في السعودية ودول الخليج استطاعت طهران تجنيدهم لصالحها.. وضد أمن وأمان السعودية ودول الخليج.
<< واستغلت طهران- هذا الوجود الشيعي في هذه الدول- للعمل علي تحقيق أطماعها وتحريك المظاهرات- وبالذات في البحرين وفي المنطقة
الشرقية من السعودية- لإحداث القلاقل، هنا كان لابد من تحرك أمني بالذات في السعودية ثم في البحرين.. وتم كشف الكثير من مؤامرات إيران علي طول امتداد الشاطئ الغربي للخليج العربي.. وكان لابد من وقفة حاسمة: عربية- خليجية لمواجهة هذه الأحداث التي تحاول بث القلاقل هناك.
وزادت تحركات الجاليات الإيرانية.. أو الذين تحولوا بفعل الزمن وحملوا جوازات سفر عربية، بعد أن أخفوا جوازاتهم الإيرانية الأصلية وما مشكلة «البدون» في الكويت، أي من يدعون أنهم بدون جنسية إلا نوع من هذه التداعيات.
<< المهم..ظهرت أبعاد مخاطر وجود هذه الجاليات..أو الذين يعتنقون المذهب الشيعي، طريقاً لهم.. ظهر في الآونة الأخيرة.. وبالذات مع ظهور «الدواعش» في شمال العراق.. وفي شرق سوريا- ثم بزوغ حركة «الحوثيين» في اليمن- وبالذات- عند أقصي الجنوب السعودي وهي حركة تدعمها إيران بالسلاح والأموال.. بل والجيوش بهدف استنزاف السعودية ومن يدعمها في حرب اليمن الحالية.
نقول ظهر الدعم الإيراني لكل من يحاول إثارة القلاقل في السعودية ودول الخليج.. وكانت قمة هذا الدعم عندما تحركت إيران بحملتها الحالية ضد الأحكام الشرعية، التي أصدرها القضاء السعودي، ضد من يثير هذه القلاقل.. وبالذات بعد تنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم.
<< وجاء رد الفعل الإيراني- الحالي- ليؤكد ان هؤلاء هم من مزدوجي الهوية.. وأنهم عملاء لطهران ينفذون مخططاتها لضرب الأمن السعودي.
أليس هذا الموقف بالذات يؤكد ان هؤلاء هم فعلاً من العملاء لطهران.. أليس ذلك تدخلاً إيرانياً في شئون داخلية للسعودية.
نقول ذلك، لأن كل هذه الظواهر تؤكد ان طهران لم توقف تصدير أفكارها الهدامة ضد السعودية، كما ادعي قادتها.. وأن هذه المخططات الفارسية القديمة- الحديثة تؤكد عمق العداء الفارسي ضد العروبة، بل وضد الإسلام نفسه.. تلك هي جذور هذا العداء المتأصل في الوجود الفارسي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف