الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
من ممثلنا في مجلس الأمن؟؟
.. وعادت مصر إلي مجلس الأمن بعد طول غياب.. عادت بأغلبية ساحقة تدل علي ثقة دول العالم في أن مصر هي بلد السلام.. كان يجب أن تستعيد ريادتها وقوتها وقدرتها لتكون طرفا إقليميا فاعلا فعّالا يتفاعل مع المجتمع الدولي بشكل إيجابي في هذه الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العالم الآن.. ثم إن مصر هي إحدي الدول المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة حينما تم إنشاؤها في مدينة سان فرانسيسكو عام ..1945 وكان تواجد مصر في مجلس الأمن مستمرا ودائما ومثمرا.
***
العالم الحر لا ينسي تبني مصر لمشكلة فلسطين من قبل بدايتها.. ووفاة الصحفي الكبير القدير محمود عزمي الذي اختاره مجلس قيادة الثورة 1952 أن يكون مندوب مصر الدائم في المجلس.. نظرا لإتقانه اللغات الأجنبية ودراسته للمشكلة منذ وعد بلفور.. ومن حماسه وهو يخطب سقط واصطدمت رأسه بالدسك.. وكانت أول حادث وفاة بهيئة الأمم المتحدة.
ثم سفر رئيس وزراء مصر محمود فهمي النقراشي باشا إلي أمريكا وعرض قضية جلاء الإنجليز عن مصر عام 1948 بعد انتهاء الحرب بثلاث سنوات.. والهجوم القاسي علي بريطانيا العظمي التي لا تغيب عنها الشمس من كندا إلي استراليا مرورا بمصر والهند.. وكان النقراشي باشا لا يخاطب وزير خارجية بريطانيا إلا بقوله: "أيها القراصنة".. وكان المعروف عن بريطانيا أنها صاحبة أقوي أسطول في العالم ولقبوها بسيدة البحار ولفظ "القرصان" عادة يطلقونه علي البحار المجرم!!!.. لذا ما إن عاد النقراشي باشا إلي مصر حتي فوجئ بأن القوات البريطانية قامت بعمل إجرامي حقير قذر.. ألقت ميكروبات الكوليرا في نهر النيل عند بلد اسمها قرين في القليوبية!!! وهو مرض فتاك معدي بطريقة سريعة.. مرض غير منتشر وغير معروف فالأدوية والمصل الواقي قليل فتساقط أبناء مصر في كل دقيقة وثانية.. وأطلقت الحكومة يد الشباب الوطني لقتل كل إنجليزي يرونه في الشارع أو غير الشارع!!!.. نهايته!!!
***
سردت بعضا من تاريخنا في مجلس الأمن لأن الناس تعشق قراءة التاريخ.. ولكني أساسا أكتب اليوم لأقترح علي الحكومة أن يكون مندوبنا في مجلس الأمن الدكتور بطرس غالي سكرتير هيئة الأمم المتحدة السابق. فمصر اليوم في مجلس الأمن بعد طول غياب.. ثم ظروفها الحاضرة.. ثم ما يسود العالم كله الآن من إرهاب وتضارب مصالح مصر اليوم محل نظر العالم.. والعالم اليوم له ظروف خاصة ربما لم تمر علينا من قبل.. والموضوع يحتاج لدبلوماسي محترف علي أعلي مستوي يجيد اللغات بنفس كفاءة بطرس غالي الذي علي علاقة وصداقة مع كل من في المبني الزجاجي.
لا تقل لي إن هذا يحتاج لقرارات استثنائية.. فقد ترك بطرس غالي العمل الحكومي منذ سنوات طويلة.. أيضا محمود عزمي الصحفي الكبير لم يكن يوما موظفا بالحكومة ولا دبلوماسيا قط.. ومع ذلك قرر مجلس قيادة الثورة في بداية أيامه اختياره مندوبا دائما لمصر في مجلس الأمن بناء علي نصيحة كبار الصحفيين أبوالفتح وعبدالقدوس وحافظ محمود.. نحن في ظروف غير عادية تحتاج لشخص غير عادي.. كل ما أرجوه أن تكون صحة بطرس غالي تساعده علي هذه المهمة غير العادية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف