كان حلماً يراودني لعامين كاملين، فاستضافة البروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006 ومؤسس بنك الفقراء ظلت أملاً أسعى إلى تحقيقه، فكنت أراسله عبر الإيميل مرات عديدة دون أن أتلقى استجابة وكان يساعدني السفير المحترم محمود عزت سفيرنا في بنجلاديش، وخلال الشهور الثلاثة الماضية كنت أعد لعمل مؤتمر عن المرأة وذلك بمناسبة مرور 25 عاماً على صدور المجلة، وأثناء التحضير تلقيت إيميلا من البروفيسور والسفير عزت يبشرانني بالموافقة، وكان الهم الأكبر لي هو كيفية تغطية تكاليف الزيارة والمؤتمر والتي كانت السبيل لتحقيق هذا الحلم.
شكلنا فريق عمل يضم كلاً من ماهر عمر مدير إعلانات المجلة وهبة باشا مدير التحرير والزميلة ريهام عادل وساعدنا هشام لطفي مدير عام وكالة الأهرام للدعاية والإعلان، لم نكن ننام الليل حتى نتم إجراءات هذا المؤتمر والذي لاقى تغطية إعلامية واسعة جعلتني أشعر أن جهدي لم يذهب سدى وزاد من إحساسي بالفخر والسعادة ما تلقيته من شكر من مئات الشباب الذين استمعوا إلى الدكتور يونس في محاضرة له بالجامعة الأمريكية قامت بالإعداد لها سالي متولي «ببرنامج جسر بمؤسسة مصر الخير» وهي الشريك المجتمعي للمجلة في الحدث، حيث فوجئت بالشباب يستمع إلى يونس وكأنه لا يتحدث في الاقتصاد وإنما يغني كـ«عمرو دياب»!، وعبروا عن امتنانهم الشديد لقيامي باستضافته من خلال نصف الدنيا وتمنوا أن تشهد مصر زيارات لشخصيات أخرى في قيمة هذا العالم.
من أكثر الأشياء التي أسعدتني تلبية المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لطلبي الشخصي له لحضور المؤتمر حيث يعتبر أول رئيس وزراء يشارك في مؤتمر للمرأة، ولم يكتف بالحضور وإنما طالب بتقديم ورقة عمل لدراستها وتنفيذها.
إن نصف الدنيا تثبت يوماً بعد يوم أنها رائدة الانفرادات الصحفية وأنها الملكة المتوجة على عرش الصحافة المصرية، ولا يزال أمامنا الكثير لنقدمه للقراء.
السيناريو القادم..
قلبي مع كل مصري شاهد دماء أبنائه وهي تراق غدراً على أيدي القتلة في ليبيا، ولهفتي وحزني على كل أم وزوجة ثكلى شاهدت عيون ابنها أو زوجها الكسيرة قبل أن يفصل السفاحون رؤوسهم عن أجسادهم، أكاد أجزم أن من فعلها ليس مسلماً فكيف لرسول الله الذي بعث علينا بالرحمة أن يقولوا إنه بعث بالسيف، ما حدث أياً من كان فاعله هو خطة لزج مصر في المعارك التي تدار في المنطقة وهو جزء من مخطط كبير تحاول مصر أن تتفاداه حتى لا تقع في صراعات مع دول المنطقة ولكن تدبير واقعة بمثل هذه الملابسات لم يجعل مفراً للدولة سوى القيام بهذه الضربة للثأر لكرامة ودماء الشهداء المصريين، السيناريو لا يزال في بدايته ولا أحد يعلم ما الذي تحتويه فصوله القادمة.
اللهم احم مصر أرضاً وشعباً.
نور الكلمات
«عمل ثورة يمنحك السعادة.. ولكن جعل الآخرين سعداء يمنحك السعادة القصوى».
محمد يونس