يعجبنى كثيرا أسلوب وردود ومعارك نجيب ساويرس، فهو فى ذهنى أقرب إلى الولد الشقى الذى كان يكتب عنه أستاذنا الكاتب الكبير محمود السعدنى، أتابعه من بعيد وأسعد كثيرا بمشاغباته ومعاركه السياسية، وهو ما شجعنى على الكتابة إليه اليوم فيما يملكه ويخصه، عن قناة «أون تى فى»، وهى من القنوات التى لعبت دورا كبيرا أيام ثورتي يناير، و30 يونيو، وقد اعتدنا على هويتها وأسلوبها الذى يذكرنا بمواقفنا فى الثورتين، ولا نحب أبدا أن نفقد تجاهها هذا الإحساس الطيب، أو أن نتعامل معها بإحساس مغاير يتشابه والقنوات الأخرى.
فقد فوجئت مثل غيرى بمقال الإعلامى الشاب جابر القرموطى على موقع اليوم السابع، يناشد فيه قيادات القناة: «أساتذتى فى القناة ..أنا لا أتدخل فى عملكم فأنتم أصحاب القرار، ولا أعترض على الرياضة إطلاقا لكن مش على «أون تى في» مهما كانت الظروف.. أى قناة مصرية يمكنها استيعاب الرياضة لكن أون تى فى لا لا لا لا.. وألف لا.. أين الخطط؟، أين الحفاظ على الهوية؟، أين العشرة الطيبة بيننا وبين قناتنا؟، ألا نستحق الاحترام؟، وماذا لو توقف الدورى أو تأجل أو ألغي؟، سيعود المذيعون من «أون لايف» إلى «أون تى في»؟، وماذا عن المشاهد الذى يلهث وراءنا لأسباب لا يعرفها؟، هل هى أسباب مالية أم غياب رؤية أم مقدمة لتسريح من يعملون فى القناة؟».
سألت بعض الأصدقاء، أكدوا أن ساويرس اشترى حق بث الدورى العام، وأنه «أو إدارة القناة» قرر إذاعتها على قناة «أون تى فى»، ونقل برامج: السادة المحترمون، ومانشيت، ست الحسن، البرلمان»، إلى قناة «أون تى فى لايف»، وتخصيص أغلب مساحة «أون تى فى» لنقل المباريات والبرامج الرياضية، وقيل لى أن بعض الإعلاميين اعترضوا، لماذا؟، لأنهم ارتبطوا بالقناة الأم، ولا يرغبون فى تغيير أسلوبها الذى اعتادوا عليه أو دشنوه مع القناة، وأشاروا إلى أن مقال جابر القرموطى جاء فى هذا السياق.
صحيح أن البرامج التى تم نقلها، سوف يذهب إليها جمهورها، لكن للقرموطى وغيره من الإعلاميين كل الحق فى اعتراضهم، فنحن كذلك شعرنا بالدهشة والحزن: لماذا لا تذاع المباريات على القناة الأخرى؟، لماذا لا يترك لنا هذه القناة على سياقها الذى يذكرنا بنوبة الشجاعة والنبل التى انتابتنا بعد سنوات من الخنوع فى 25 يناير و30 يونيو؟، لماذا تحاولون تشويه هذه الصورة أو العلامة البيضاء الوحيدة فى تاريخنا؟
نعلم جيدا أن المباريات سوف تجذب جماهير غير التى تتابع القناة، ونعلم أيضا أن المباريات سوف تجلب إعلانات وأموالاً قد تعوض ساويرس الخسائر التى حكى عنها، لكن يا أخ ساويرس من الممكن جدا أن توزع المباريات على القناتين، وكذلك البرامج الرياضية، ومن الجائز فى المسيحية والإسلام واليهودية أن تذيع المباريات على القناة الثانية، وأظن أن القساوسة والفقهاء والحاخامات لن يحرموا إذاعتها على الثانية، صحيح من حكم فى فضائياته ما ظلم، لكن يا عزيزى ساويرس، نحن أصبحنا شركاء لك فى القناة، أنت بأموالك ونحن بعيوننا، ولنا أن نقترح وننصح ونعترض وننتقد ونرفض، وقناة «أون تى فى» لها مكانة كبيرة فى قلوبنا لا نريد أن نفتقدها، يا أخى هذه القناة من الآخر تذكرنا، كما قال سويلم فى فيلم الأرض، بأننا كنا رجاله، فكر يا ساويرس، واجلس مع رجالتك وأولادك فى القناة، وما تركبش دماغك، فنحن نقدرك ونحب قناتك.