رضا الشناوى
علي نار هادية .. التنافس الشريف مرتبط بالأخلاق الحميدة
ليس هناك أدني شك في أن الإدارة والقيادة فنان لهما طابعهما الخاص في جميع المجالات ـ وكلاهما يحتاج إلي مد جسور التآخي والمحبة بين جميع العاملين لأن في ذلك سبل الرقي والتقدم والنجاح ـ بخلاف أنهما يظلان الحافز والأمل في مشوار أي عمل.. وأيضا العين الأخري التي تكمل منظومة الرؤية للبحث عن غد أفضل ومستقبل مشرق.. ويجب أن نعرف أن هذا النوع من الفن يحمل نوعا من التنافس الشريف يظل علامة بارزة في العلاقات بين الناس، وحافزا إنسانيا لبذل المزيد من الجهد والارتقاء بمستوي الأداء والخدمة والجودة، ولذا يبذل العاملون قصاري جهدهم لبلوغ هذه المستويات، مع العلم أن تحقيق نجاح وتميز أي منشأة ينبع من عطاء أفرادها، وكلما لامست جهودهم المستوي المطلوب لخطط النهوض والتطوير، كان النجاح حليفهم، ويجب أن نعلم أن معايير التفوق تختلف من شخص لآخر، وإن لم يمتزج التفوق بالأخلاق يكون الوضع كالشجر بلا أوراق ـ فكيف له أن يثمر ـ ولذا نجد أن تنافس المجموعات أو الشركات والمؤسسات يشكل منعطفا بالغ الحساسية، لكونه مرتبطا بتحقيق النجاح والأرباح - وبات واضحا أن لفت أنظار المستهلكين إلي هذه السلعة أمر طبيعي في ظل تنافس شريف محاط بالاحترام والالتزام الأدبي الذي يحفظ حقوق الآخرين مادية كانت أو معنوية، غير أن مايعكر صفو التنافس هو غياب الأسس الأخلاقية وظهور لغة الجشع خاصة عندما يتم النيل مثلا من منتج علي حساب تسويق منتج آخر شبيه له دون وضع أي اعتبار للشرف وأخلاقيات المهنة، فكون أي مؤسسة تسعي لتسويق منتجاتها وإظهار خصائصها ومميزاتها فإن ذلك حتما لا يعطيها حق رمي منتجات الآخرين بالطوب والتسلق علي حجم الخسائر التي سيتكبدها المستثمر الصغير الذي بذل جهودا لدخول السوق الذي يتسع للجميع ـ والأمر الآخر هو حاجة المستثمر الكبير للصغير لأنه حلقة الوصل بينه وبين الجمهور ـ فالعلاقة هنا تكاملية - وأي ضعف يصيب أي طرف بالطبع سيؤثر علي الآخر ـ والخلاصة أن المسئولية الأخلاقية والالتزام الأدبي عنصران هامان يجب أن يشملا التنافس في الإدارة والقيادة بين الجميع في كل مجالات العمل.. وكفانا ما نجنيه من هيمنة لغة الجشع التي تفرز التعصب والآثار السلبية، فالتعصب ماهو إلا معضلة أخلاقية تتكئ علي غياب التكافؤ والتنافس الشريف.