آخر ساعة
مأمون غريب
مجرد خواطر .. إدوار الخراط
رحل عن دنيانا منذ أيام الأديب الفنان إدوار الخراط، هذا الأديب الكبير الذي قدم للمكتبة العربية العديد من الروايات والقصص بجانب مقالاته النقدية في الفن التشكيلي.
وقد اهتم النقاد بأدبه منذ أن صدرت له المجموعة القصصية «حيطان عالية»، وتتابعت قصصه المستمدة من واقع الحياة المصرية، وثقافته العريضة بطريقة حداثية جذابة.
وقد عرفه الناس أيضا من خلال ماقدمه من ترجمات لروائع الأدب العالمي في البرنامج الثاني، وماقدمه من أسماء لامعة في عالم القصة من أمثال تشيكوف، وسارتر وألبير كامي وباسترناك وغيرهم.
وإدوار الخراط ولد بالصعيد، وانتقل إلي الإسكندرية مع أسرته، وقد فتن بهذه المدينة الرائعة وظلت عالقة في وجدانه، وكتب عنها كثيرا من كتاباته، حتي بعد أن انتقل إلي القاهرة للعمل في منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية.
وأنا لم ألتق بهذا الكاتب الكبير، ولكن قرأت الكثير من إبداعاته الأدبية والنقدية.
وقد قرأت ماكتبه عنه الدكتور جابر عصفور في الأهرام في مقال بعنوان (وداعا إدوار الخراط) وأحزنني أنه كان مريضا بمرض الألزهايمر.
وتساءلت فيما بيني وبين نفسي كيف أصابه هذا المرض وهو الذي قضي حياته مفكرا ومبدعا، وقد قرأت أن هذا المرض قد لايصيب الذي يُعمل عقله، والرجل قضي حياته كلها مهموما بقضايا الفكر والأدب والسياسة.
قال الدكتور جابر عصفور: «انفصل إدوار الخراط عنا منذ ثلاثة أعوام بسبب مرض الألزهايمر، كأنه يمارس فعل الاحتجاج علي العالم القبيح الذي نعيشه فآثر البعد عنه بذاكرته.. آخر مرة رأيته فيها كانت في دار التنوير منذ أشهر معدودة، كان ذلك بمناسبة إصدار الدار لأعماله الكاملة، جلست إلي جانبه كما أراه في إطار الصورة التي تواجه مكتبي علي أرفف الكتب، لم يعرفني ولم يشاكسني كما هي العادة.. كان ذاهلا يتطلع إلي الجميع كأنه طفل أجبروه علي الإتيان في احتفال لايخصه».
ويشرح ويحلل إبداعاته الفنية ويقول عن هذه الإبداعات التي احتفي بها العالم العربي منذ صدور (حيطان عالية) «إنه يفتح لنا آفاقا كتابية لم تفتح، ومساحات من الوعي لم تكتشف وترفض اليقين، وتسائلنا كما تسائل الكتابة في الوقت نفسه.. رحمه الله.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف